تُواصل سلطة اﻷسد فرض حملات التسوية الجديدة في محيط العاصمة دمشق جنوبيّ البلاد، بعد ظهور بوادر احتجاجات جديدة وارتفاع مستوى التوتّر بالمنطقة.
وبدأت اليوم الثلاثاء عمليات تسوية أمنية في منطقة “وادي بردى”، بريف دمشق الغربي، بحضور وفد من وزارة المصالحة في حكومة سلطة اﻷسد ومندوبين من الأفرع الأمنية و”وجهاء المنطقة”، حيث تم إجراء التسوية لأكثر من 200 شاب، وفقاً لموقع “صوت العاصمة” المحلي.
يأتي ذلك في اليوم اﻷول من افتتاح مركز جديد لـ”المصالحة” بالمنطقة، حيث يستمر العمل فيه حتى 22 أيلول/ سبتمبر الجاري، ويشمل مطلوبين أمنيين ومتخلفين عن الخدمة العسكرية من أبناء قرى وبلدات “وادي بردى”.
وتعمل سلطة اﻷسد على فرض تسويات جديدة في محافظة ريف دمشق، عقب فشل الاتفاقات السابقة في فرض حالة الاستقرار، وبسبب استمرار الاضطرابات اﻷمنية، وإخلافها بتعهّداتها حول عدم ملاحقة الموقعين.
وفرضت قوات الحرس الجمهوري طوقاً عسكرياً على قرى وادي بردى في 28 آب الفائت عقب يوم واحد من دعوات لعصيان مدني وإضراب عام في المنطقة تنديداً بالممارسات الأمنية وتدهور الوضع المعيشي، إضافة لدعوة للخروج باحتجاجات شعبية تدعم مطالب المحتجين في السويداء وتتضامن معهم.
وتزامناً مع التعزيزات العسكرية التي وصلت للمنطقة عرضت الأجهزة الأمنية على أهالي قرى دير قانون ودير مقرن وكفير الزيت وسوق وادي بردى والحسينية وبرهليا إجراء تسوية للمطلوبين بقضايا أمنية وللمتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.
وأبلغت أجهزة الأمن مؤخراً نحو 250 شاباً من المتخلفين عن تأدية الخدمة العسكرية والمطلوبين بقضايا أمنية من أبناء تلك البلدات، بإجراء تسوية في المركز المحدد وفقاً للمصدر نفسه.
ويشرف على مركز التسوية الذي تم تحديده بالقرب من كازية البتول على طريق الشيخ زايد مندوبون من فروع الأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية وضباط من الفرق العسكرية المسؤولة عن المنطقة إضافة لوجهاء قرى وبلدات وادي بردى.
يُذكر أن معظم المطلوبين لإجراء التسوية الأمنية هم ممن تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية بعد إجراء التسوية الجماعية السابقة التي حصلت في العام 2017، كما لم تشترط سلطة اﻷسد هذه المرة على المطلوبين تسليم أي أسلحة.
وكانت الأجهزة الأمنية قد ألغت في العام 2020 إجراء تسوية أمنية كانت مقررة لـ350 شاباً من أبناء قرى وبلدات وادي بردى قبل يوم واحد من الموعد المحدد، بذريعة انضمامهم “لتنظيم جبهة النصرة” في وقت سابق.