سلطت جمعية تركية مستقلة معنية بالمهجرين الضوء على التحريض اﻹعلامي ضد اللاجئين السوريين، مؤكدةً أن سياسيين استغلوا كارثة الزلزال ﻹثارة الفوضى وتسييس الملف.
وقالت جمعية الإعلام والهجرة في تقرير نشره موقع voaturkce اﻹخباري التركي تحت عنوان “سلسلة رصد دورة الكراهية” إن المعلومات المضللة عن المهاجرين انتشرت بكثرة في تركيا عقب الزلزال، حيث تم الترويج ﻷخبار كاذبة عن السوريين والأفغان.
وأكد التقرير أن السياسيين و”غيرهم من الأشخاص المناهضين للمهاجرين” هم من روّج لتلك الادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك “المعلومات الخاطئة بأن مجموعات من المهاجرين سرقت ونهبت منازل وجثث ضحايا الزلزال، ونهبت إمدادات المساعدات، وأنه تم تقديم الإسعافات الأولية للمهاجرين أثناء الزلزال”.
ولفت التقرير إلى خطاب الكراهية ضد المهاجرين، وقالت المديرة المشاركة للجمعية، ديليك إيشتن، في حديث إذاعي معلقةً على التقرير: “نحن نراقب كيف يتم إنشاء الخطابات”، حيث أن “المعلومات المضللة تنتشر، وكان هناك أيضًا جهات سياسية بين أولئك الذين ينشرون تلك المعلومات”.
وتؤكد الجمعية (مقرها مدينة إزمير، تأسست في آذار 2020) أن “الزلزال عبارة عن عملية رُوّجت فيها المعلومات المضللة والعواقب السلبية المتعلقة بالمهاجرين بطريقة واضحة، وخاصة في اليوم الثاني للكارثة، فقد بدأت تنتشر مزاعم عن قيام مهاجرين بأعمال نهب”.
وأضافت إيشتن: “كانت هناك بالفعل مشكلة أمنية عامة في المنطقة، بغض النظر عن العرق، لكن غالبية هذه الادعاءات تركزت على المهاجرين، وخاصة السوريين.. بعض الذين نشروا هذه الادعاءات كانوا فاعلين سياسيين وبعضهم كانوا يديرون صفحات محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتعنى الجمعية المؤلفة من صحفيين وباحثين وعاملين في منظمات غير حكومية وناشطين في الإعلام والهجرة، بإجراء الرصد والبحث، وتنظم الحملات، ودعم إنتاج المحتوى بوسائل الإعلام في مجال الهجرة، “لتشكيل منظور إعلامي موضوعي وتعددي وشامل وتشاركي وقائم على الحقوق”، وفقاً لما تعرف به نفسها.
وأكدت إيتشتن أن الضغط والعنف ضدّ المهاجرين وصل إلى أعلى مستوياته خلال الزلزال الذي كان بمثابة أزمة إنسانية، وبعد فترة “تم إطلاق حملات مختلفة، تفيد بأن صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها الجماعات المناهضة للمهاجرين أمرت بضرب اللصوص”، وجرت اعتبارًا من 8-9 فبراير محاولات إعدام خارج نطاق القانون من قبل مجموعات مختلفة أتت إلى المنطقة، كما وقعت حوادث عنف إثر ذلك.
وبحسب مديرة الجمعية فقد “بدأت عملية مطاردة اللاجئين حرفياً، وبدأت صور هذه الأحداث العنيفة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أننا نمر بأزمة إنسانية خطيرة، فقد كان هناك استقطاب خطير، ومع هذا الاستقطاب، تزايدت بطبيعة الحال خطابات الكراهية ضد المهاجرين”.
وسواء كانت هذه الادعاءات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تعكس الحقيقة أو لا، فإنها “تسبب صراعات وأحداثاً اجتماعية خطيرة تهدد حياة الناس”، وفقاً ﻹيتشتن.