يصادف اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الحادية عشر لمجزرة مدينة “معضمية الشام” قرب العاصمة دمشق جنوبي البلاد، والتي راح ضحيتها ما يقرب من 90 مدنياً، فضلاً عن تدمير ممتلكات اﻷهالي واعتقال عدد كبير منهم.
وتتبع “المعضمية” (إحدى أهم مدن الغوطة الغربية) إدارياً لمنطقة داريا في محافظة ريف دمشق، وتقع غربي العاصمة وتبعد عنها عدة كيلومترات من جهة حي المزة الدمشقي، وترتفع 720 متراً عن سطح البحر.
وقد تعرضت المدينة قبل اقتحامها لعمليات قتل وتهجير وقصف عنيف جداً على مدار يومين متتالين، حيث بدأت الحملة في الساعة الخامسة صباحاً بتاريخ 21/8 من عام 2012، وحاصرتها قوات اﻷسد بمرافقه قوات من الأمن وعناصر من “الشبيحة” من كل الجهات مدعمةً بالفوج 555 من الفرقة الرابعة، وفقاً لتقرير أعدته “الشبكة السورية لحقوق اﻹنسان”.
واستهدفت المدفعية الثقيلة المدينة قبل اقتحامها في اليوم التالي بعشرين دبابة وأكثر من 200 جندي، مدعومين بسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات “دوشكا”، وسط تحليق للطيران الحربي من مطار المزة العسكري الواقع على أطرف المدينة حيث خرق جدار الصوت ما أدى إلى تكسير عدد من نوافذ المنازل.
وبدأت عملية الاجتياح البري في 22/8 حيث اقتحم المئات من عناصر الجيش والأمن والشبيحة المدينة واستباحوا كل ما وجدوه في طريقهم، وقاموا بسرقة عدد كبير من المحال التجارية في عدة أحياء من المدينة وإحراق عدد هائل من المباني السكنية.
ونفذت تلك القوات إعدامات ميدانية تعسفية بحق عدد من سكان المدينة، ما أدى لمقتل 70 مدنياً على اﻷقل، إضافه إلى استهداف موكب المشيعين ما أدى لمقتل 16 آخرين ليرتفع العدد الإجمالي إلى 86 قتيلاً.
وتمكنت الشبكة من إحصاء أكثر من 55 اسماً تم التعرف عليهم عبر الاتصال بزوجاتهم وأقربائهم وقد قتل عدد كبير منهم في عمليات ذبح بالسكاكين أمام زوجاتهم وأمهاتهم.
وبحسب التقرير فقد تمت سرقة 40 محلاً تجارياً و50 منزلاً مع تكسير أثاثهم، حيث تم “تعفيش” المدينة تحت إشراف الضباط.
يشار إلى أن يوم اﻷحد الماضي وافق الذكرى السنوية العاشرة لأضخم هجوم بالأسلحة الكيميائية على السوريين في غوطتي دمشق، حيث لقي أكثر من 1100 شخص حتفهم جراء استخدام كميات كبيرة من غاز السارين في وقت متأخر من الليل.