تزايدت معاناة الأهالي في مدينة جبلة الساحلية بريف اللاذقية غربي البلاد، من جراء ضعف ضخ الماء الناجم عن “التقنين” الكهربائي طويل اﻷمد، وسط ارتفاع في درجات الحرارة.
ومع انقطاع التيار وغلاء أسعار كافة المواد وخصوصاً المحروقات بات استجرار الماء مكلفاً للسكان، في مشكلة مستمرة منذ سنوات، وتفاقمت بشكل كبير خلال اﻵونة اﻷخيرة، حيث يُضطر الكثيرون لاستئجار مولدات كهربائية من أجل تشغيل المضخات ورفع المياه إلى الطوابق العليا.
وتصاعد حدة الشكاوى مؤخراً، لتقوم “المؤسسة العامة لمياه الشرب” بتركيب غواطس على بعض الآبار المحفورة بجوار القناة الرومانية عند مدخل المدينة، لكنّ ذلك لم ينهِ المشكلة، حيث يطالب السكان منذ سنوات بحلول جذرية.
ونقلت مواقع موالية لسلطة اﻷسد، عن بعض اﻷهالي أن ضغط المياه ضعيف بحيث لا تصل حتى إلى الطوابق الأرضية، مما يدفع معظمهم إلى شراء صهاريج المياه.
وبالرغم من تشغيل المضخات الكهربائية بالاعتماد على الموالدات المحلية العاملة على البنزين، فإن المياه لا تصل إلى الكثير من الخزانات.
وقال الصحفي الموالي لسلطة اﻷسد “سليمان منصور” أمس في تعليقه على الموضوع إنّ “الواقع الخدمي في جبلة سيء جداً من ماء وكهرباء، بذات الأسباب والحجج، علماً أن اللاذقية بالذات كانت تعاني من انقطاع الماء كل عام بنفس الفترة من قبل سنين الحرب، حتى تكاد تشعر أنك في الصحراء”.
وأشار لانتظار السكان يومياً حتى الرابعة فجراً لتعبئة المياه لساعة واحدة فقط، في حال كانت الصدفة من صالحهم ولم تنقطع الكهرباء في ذات الوقت، منوّها “لمناطق محددة يُحكى أنّه يتم القطع بشكل مقصود بالاتفاق مع صهاريج المياه، علماً أنّ هذه الصهاريج تقوم بالتعبئة من المحطة نفسها لتبيعها للمواطنين، مثل “كرسانا” و”القنجرة” “.
وأكد منصور أنّ “الوضع مبني على الكذب، ولا توجد إجابة مقنعة، ولا ردٍ منطقي من قبل أيّ مسؤول، ويتم استغلال الأوضاع الراهنة بشكل عام للتغطية على السرقات والألاعيب الحاصلة”.
ومع الانهيار المتتابع لسعر الصرف، وارتفاع أسعار المحروقات المستمر، والتراجع الكبير في ساعات وصل الكهرباء، باتت جبلة عطشى حالها حال الكثير من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة سلطة اﻷسد.
يشار إلى تراجع كبير في زراعة المحاصيل بالساحل السوري، بسبب شحّ الماء الناجم عن “التقنين” وارتفاع أسعار الديزل فضلاً عن السماد.