د. محمد بشير حداد
حرق نسخة من المصحف الشريف..
هذا العدوان الآثم وأشباهه منذ سنوات لابد معه من وقفات أيضا على مستوى البلاد العربية والإسلامية..
أولا:
كلنا مسؤولون عن تعريف أولادنا بعظمة القرآن، والتحفيز على الإقبال عليه تلاوة وفهما ،وتخلقا، واهتداء وتعريفا وتمحورا حوله .
ثانيا:
الإسلاموفوبيا يا سادة لم تعد حكرا على الثقافة الغربية والهندوسية وإنما تقوم بعض الأنظمة العربية بتسريبها لعقول الناشئة في بلادنا ولدى أجيالنا الصاعدة عن طريق تعزيز مفهوم أن كل متدين إرهابي، وأن الدين مكانه المسجد فقط فقط فقط -والحقيقة أن هذا المفهوم كنسي عن الدين – حتى أنهم خلقوا حالة رعب من التدين لدى الناشئة، وبالمقابل عززوا لدى الجيل الجديد أن كل من لا خلاق له جدير بأن يكون نجما يقتدى به ووظفوا لذلك الإعلام البراق، ومنصات التواصل الاجتماعي،
و بثوا بين الناس أن كل متدين متشدد وكل متشدد إرهابي، والإرهاب لابد من محاربته ..
وبالتالي أوجدوا حالة رعب وفزع لدى الناشئة أبناء وبنات من التدين والمتدينين ومن الإقبال على قراءة القرآن..
بينما هم في المقابل شجعوا بكل ما يملكون على التفلت والتفسخ حتى بدأ بعض شبابنا في حالة من الحيرة والضياع؛ وهنا الكارثة.
ثالثا:
لدينا جميعا واجب إسلامي مجتمعي يتمثل هنا في أن نحاصر مفهوم الإسلامفوبيا لدى أجيالنا في البلاد العربية والإسلامية أولا ونكشف زيفه وافتراءه.
رابعا:
هل تعلمون يا سادة أنه في المناهج التعليمية لبعض وزارات التربية والتعليم في بعض دولنا لم يعد الطالب وفق المنهج الدراسي لمادة الدين أو التربية الإسلامية يحفظ ويدرس من القرآن إلا النذر اليسير..
وأنها لم تعد تقرر حفظ أي حديث نبوي شريف.. بينما يؤتى بأقوال منسوبة دون تثبت مثلا لأفلاطون وارسطو و سقراط و.. وتغرس أقوالهم في عقول صغارنا على أنها الحكمة وأنهم الحكماء..
تصوروا يا قوم أجيالا في أمتنا لا تعرف شيئا عن قائدنا الأعظم صلى الله عليه وسلم ولا تحفظ شيئا من سنته.
الخلاصة :
محتم علينا إصلاح بيتنا الداخلي بحكمة وبراعة أولا؛ عبر التأسيس الإيماني الوسطي الأصيل في ناشئتنا في داخل العالم العربي والإسلامي، وفي نفس الوقت نجتهد بحكمة في بث الوعي بالإسلام الحقيقي في الغرب والعالم الآخر وفق مبادئ ومفاهيم دعوية.