انتقد فريق “منسقو استجابة سوريا”، سياسة الدول المانحة في التعامل مع الملف السوري، مؤكداً أن كافة اﻹجراءات التي اتخذتها عبر السنوات الماضية لم تؤد إلى تحسّن في العمليات اﻹنسانية المخصصة ﻹغاثة الشعب السوري.
جاء ذلك عقب الإعلان عن التحضير لعقد النسخة السابعة من “مؤتمر بروكسل للمانحين”، بشأن سوريا، والمقرر إقامته منتصف الشهر الجاري، في العاصمة البلجيكية.
وقال الفريق في بيان نشره أمس السبت، إن المؤتمر الحالي، هو “وسيلة للسخرية من السوريين فقط والتحكم بهم في الملفات الإنسانية والسياسية”، مضيفاً أنه “أصبح وسيلة واضحة للتجاذبات السياسية بين مختلف الدول، وطريقة ثابتة لإقحام الملف الانساني في سبيل تحقيق غايات سياسية من القائمين عليه”.
وأكد أن النسخة السابقة من مؤتمر بروكسل، لم تحقق أي تحسن ملحوظ في العمليات الإنسانية للشعب السوري، بل “تشهد تراجعاً واضحاً، ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة أزمات إنسانية متزايدة للسوريين”.
ونوّه البيان بأن اﻹجراءات التي أعلنت عنها الأمم المتحدة لم تحقق الاكتفاء الفعلي للأزمة الإنسانية في سوريا، وذلك بسبب “عدم التزام المانحين بأي تمويل يعلن عنه داخل المؤتمر”، منوهاً بأن ذلك “من أبرز أسباب فشل المؤتمر منذ عام 2019”.
واعتبر بيان الفريق أن من أسماهم المؤتمر بـ” قيادات من المجتمع المدني السوري” الذين سيحضرون لتمثيل السوريين إنسانياً و سياسياً، لم يتمّ اختيارهم من قبل أحد، مضيفاً أنه “تم فرضهم بحسب توجهات الدول التي تنظم هذا النوع من المؤتمرات”، وأن “تلك الشخصيات تمثل نفسها فقط ولا تمثل أي توجهات للشعب السوري”.
وبين أنه في مؤتمر بروكسل للمانحين الماضي تعهدت الدول مجتمعة بتقديم 6.4 مليار يورو لعام 2022 ومابعده استكمالاً للمشاريع، لكن تم تقديم فقط 2.33 مليار دولار بنسبة عجز وصلت إلى 52.5% من إجمالي التعهد، أما على الصعيد الميداني وبحسب المراقبة الدورية فتجاوز العجز أكثر من 70% من مجمل العمليات الإنسانية في سوريا.
كما أكد أن مؤتمر المانحين للمتضررين من الزلزال في سوريا، شهد تلاعباً من الدول المانحة في معطيات التمويل من خلال الإعلان عن المساعدات والخلط بينها وبين التمويل الأساسي، حيث لم يحصل المتضررون من الزلزال إلا ما نسبته 18% من حجم التمويل المعلن عنه في آذار 2023.
ورآى فريق الاستجابة أنه “في حال أرادت الدول المانحة أن تحقق استجابة حقيقية للشعب السوري فيجب تحقيق التركيز على المشاريع الأساسية التي تمس الواقع الفعلي للمدنيين في سوريا، والتفكير بالحلول الممكنة التي يجب أن تنفذ فيما لو أوقفت المساعدات الإنسانية عبر الحدود”.
وكان رئيس الوزراء السويدي “أولف كريسترسون”، قد أعلن أن مؤتمر المانحين في بروكسل، تعهّد بتقديم نحو 7 مليارات يورو لصالح المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي.