خسر كمال كليتشدار أوغلو منصب الرئاسة، بعد فوز رجب طيب أردوغان بحصوله على 52.16 % من اﻷصوات في الانتخابات الرئاسية لعام 2023، فيما حصل كليتشدار على 47.84% من الأصوات، بعد فتح 99.85% من صناديق الاقتراع.
ويَعدُ السياسي والاقتصادي التركي العلماني، وزعيم المعارضة السابق في البرلمان، وزعيم حزب الشعب الجمهوري (أقوى أحزاب المعارضة الرئيسية لفترة طويلة في تركيا)؛ بـ”الرفاه” للشعب التركي، معتمداً على نقض سياسة أردوغان السابقة في خفض الفائدة والسعي نحو إلغاء أو تخفيف الربا؛ حيث يتحدث عن منح البنك المركزي استقلاليته الكاملة من جديد، والعودة بالسياسة الخارجية نحو الغرب وطرد السوريين وإعادة العلاقات بالكامل مع اﻷسد.
ويُعرف “كيلتشدار” بأصوله اﻹيرانية، وتأييده المُعلن لسلطة اﻷسد، وعلاقاته القوية مع طهران، حيث ينتمي لعائلة من الطائفة العلوية تعود أصولها إلى خراسان، إلا أنه يتخذ موقفاً متحفظاً من التحالف مع روسيا، ويدعو إلى التقارب مع الدول الغربية.
ويقول مراقبون إن حزب الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية، دعم كليتشدار أوغلو بشكل غير مباشر في الانتخابات، حيث أن اﻷخير وعد بالعمل على تغيير نظام الحكم، ونسف سياسات سلفه بالكامل.
أبرز محطات حياته
حصل على شهادة التجارية الثانوية بمرتبة الشرف عام 1967، ودرس في كلية الاقتصاد والتجارة في العاصمة أنقرة، حيث تخرج منها عام 1971.
عمل كليتشدار أوغلو في مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية عام 1992، ثم أصبح مديراً عاماً لها منذ 1997 حتى عام 1999، وبدأ نشاطه السياسي عام 2002 بانضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري وخوضه للانتخابات في البرلمان.
ويؤيد “كيلتشدار” سياسة وفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك العلمانية والمقربة من الغرب.
فاز في أغسطس/آب 2007 بعضوية البرلمان بالدائرة الثانية في إسطنبول، وترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بالانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/آذار 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قدير توباش.
وانتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري في عام 2010 رئيساً بعد استقالة سلفه دينيز بايكال، فقاد الحزب في معركة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو/حزيران 2011 حيث حلّ ثانيا فيها بنسبة 26% من الأصوات، وفقاً لمعلومات نشرها موقع “الجزيرة نت”.
وتحت قيادة أوغلو شارك حزب الشعب مع حزب الحركة القومية المعارض في ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو للمنافسة بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في أغسطس/آب 2014 للمرة الأولى بطريقة التصويت المباشر، لكنه خسر أمام أردوغان المرشح عن حزب العدالة والتنمية.
وفي عام 2014 أعيد انتخاب كليجدار رئيسا لحزب الشعب وقاده إلى الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران 2015 وفي إعادتها في نوفمبر/تشرين الثاني الموالي، ونال الحزب المركز الثاني في الجولتين، كما أعيد فيهما انتخاب رئيسه لعضوية البرلمان.
واتخذ رئيس حزب الشعب الجمهوري موقفاً وُصف بالمفاجئ صيف عام 2016، حيث تصدى بشكل حاسم لمحاولة الانقلاب على أردوغان، منتصف تموز، مؤكداً أنه يتمسك بإبعاد العسكر عن السلطة.
ملف اللاجئين السوريين
منذ عدّة سنوات تحول السوريون إلى ملف بارز في كافة الاستحقاقات السياسية والانتخابية بتركيا، وبلغ اﻷمر أوجهه خلال انتخابات الرئاسة الحالية، حيث كانت قضية اللاجئين بنداً أساسياً ومتقدماً على قائمة الوعود.
وأجمع المرشحون على إعادة السوريين، لكن الخلاف كان حول الطريقة والتوقيت، وكان الرئيس الجديد قد تعهد بترحيلهم في غضون عامين.
ورفض أردوغان الطريقة العشوائية التي نادت بها المعارضة، مؤكداً وجوب إعادة السوريين بترتيبات مناسبة، وبشكل منظم وعلى فترات، وعبر تفاهم مباشر مع سلطة الأسد.
ولم يقدّم كليتشدار أوغلو معالم واضحة لكيفية إعادة السوريين، حيث يقول إنه سيطبق هذا الوعد “من خلال تلبية جميع احتياجات السوريين وضمان سلامة أرواحهم وممتلكاتهم، بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومساهمة المقاولين الأتراك”.