يشكل الوجود الإيراني في سوريا مصدر قلق مشترك لكل من إسرائيل وأمريكا لا سيما مع محاولات طهران تجاوز الخطوط الحمراء في المنطقة من خلال تعزيز الدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ.
ومع تصاعد الضربات الأمريكية ضد ميليشيا إيران في دير الزور وتصاعد الضربات الإسرائيلية على قواعد إيران في عموم سوريا يرى مركز جسور للدراسات احتمالية شن عملية مشتركة بين البلدين الحليفين ضد إيران في سوريا.
أهداف العملية المحتملة تتمحور حول عدة أهداف أهمها:
التأكيد على قوة الردع الإسرائيلية , وهو أمر يتعلق بالهجمات التي تتعرض لها تل أبيب من قبل الميليشيات والتنظيمات المدعومة من إيران.
ثاني الأهداف يتمثل بضرب منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا والتي عملت طهران على تهيئة القاعدة اللازمة لتشغيلها خلال السنوات الماضية لمنع الطيران الاسرائيلي في المنطقة.
ترغب واشنطن بضبط قواعد الاشتباك مع ميليشيا إيران في سوريا التي باتت تسبب مصدر إزعاج لها من خلال عمليات تشنها ضد قواعدها.
وضمن شراكة المصالح بين الولايات المتحدة وإسرائيل يرى مركز جسور أن هناك هدفاً مشتركا يعزز تلك الشراكة يتمثل بضبط سلوك إيران على المستوى الإقليمي وهو ما لم يحصل عبر التفاوض ولذا فإن تحقيقه يتطلب عملاً عسكريا مشتركا.
الأهداف الإسرائيلية الأمريكية تترافق بقرارات تظهر رغبة واشنطن بالاستمرار بفرض وجودها في سوريا تتمثل برفض غالبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي انسحاب واشنطن بشكل كامل من سوريا وتمديد مهمة حاملة الطائرات جورج إتش دبليو بوش واستمرار دعم فصائل المعارضة في التنف.
ليست المرة الأولى التي تشترك فيها تل أبيب مع واشنطن بعملية عسكرية ضد إيران وهو ما يجعل العملية في سوريا واضحة المعالم في حال تم قرنها بالعملية التي شنها البلدان مطلع العام الحالي في عمق الأراضي الإيرانية والتي استهدفت منشآت لتصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
التصاعد في منحنى المواجهات في سوريا بين طهران وكل من تل أبيب وواشنطن قد يفرض معركة في الساحة التي باتت أرضاً للمعارك الدولية والإقليمية.