تعهد المجتمع الدولي بتقديم ما مجموعه 7 مليارات يورو في المؤتمر الدولي للمانحين تحت عنوان “معاً من أجل الشعب في تركيا وسوريا”، والذي استضافته رئيسة المفوضية الأوروبية، “أورسولا فون دير لاين”، ورئيس وزراء السويد، “أولف كريسترسون”، في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقالت رئيسة المفوضية في كلمة ألقتها عقب الاجتماع أمس اﻹثنين: “اليوم هو يوم جيد جداً للتضامن الدولي، بالتعاون مع شركائنا، قمنا بجمع 7 مليارات يورو إجمالاً لدعم الناس في تركيا وسوريا، في أعقاب الزلازل المدمرة”، موضحة أن أكثر من نصف هذا التعهد يأتي من دول أوروبا.
وشارك في المؤتمر أكثر من 60 وفداً من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه وشركائه، بما في ذلك الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والأوروبية مثل بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وجهات أخرى.
وتترأس السويد الدورة الحالية لاجتماع كتلة الاتحاد الأوروبي، حيث أشرفت على ترتيب المؤتمر، وقد أعرب “كريسترسون” عن تأثره “بالنتائج الجوهرية”.
وسيتم تقديم 6.05 مليار يورو في شكل منح وقروض لتركيا و 950 مليون يورو كمنح لسوريا، وتمثل المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، أكثر من 50٪ من إجمالي الجهات المتعهدة بالمنح، بقيمة 3.6 مليار يورو.
ولم توضح الجهات المانحة من هي الجهات التي سوف تتسلّم المبلغ المخصص لسوريا، إلا أن بروكسل رفضت حضور منظمة الهلال اﻷحمر التابعة لسلطة اﻷسد، وهو ما أدانته اﻷخيرة.
وبحسب البيان الختامي للمؤتمر فسيتم استخدام الأموال المخصصة لتركيا لتغطية الاحتياجات الإنسانية والمساعدة في إعادة إعمار المناطق المتضررة، حيث يوضح التقييم الأولي للأضرار في تركيا وجود احتياجات كبيرة للغاية تتجاوز 100 مليار دولار مع الكثير من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية العامة والمباني السكنية.
كما “ستضمن جهود إعادة الإعمار مراعاة جميع المعايير الدولية للبناء في المناطق الزلزالية، وسيتم استخدام الأموال المخصصة لسوريا للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية ودعم التعافي المبكر والصمود”، حيث “يتم حشد فرق من المهندسين الإنشائيين والمساعدات العينية على الصعيد الثنائي”.
ويوجد فريق الحماية المدنية التابع للاتحاد الأوروبي حالياُ في تركيا لتنسيق الاستجابة الدولية، وفي سوريا “يعمل شركاء الاتحاد الأوروبي في المجال الإنساني على الأرض لدعم المتضررين من الزلزال، بما في ذلك دعم المياه والصرف الصحي، وتوزيع البطانيات ومستلزمات النظافة في المناطق المتضررة”.
باﻹضافة إلى ما سبق “قام الاتحاد الأوروبي بتعبئة احتياطياته الإستراتيجية للإنقاذ لتوفير 500 وحدة إقامة مؤقتة، و 2000 خيمة، و 8000 سرير إلى تركيا من مخزونات الطوارئ التي تستضيفها السويد ورومانيا”.
وتم “تخصيص ما مجموعه 8.6 مليون يورو من المساعدات الإنسانية من الاتحاد الأوروبي للاستجابة للاحتياجات الفورية للسكان في تركيا، وتعبئة حوالي 10 ملايين يورو على الفور للاستجابة للعواقب الفورية للزلزال في سوريا”، بينما يقوم فريق الحماية المدنية التابع للاتحاد الأوروبي في بيروت “بتنسيق إيصال المساعدة إلى سوريا” كما “يعملون مع الشركاء لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً”.
وكانت 16 دولة أوروبية قد قدمت مساعدات عينية لمتضرري الزلزال من خلال آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، ومن خلال الجسر الجوي الإنساني، كما يخطط الاتحاد الأوروبي لتقديم 420 طناً من المساعدات، بما في ذلك 225 طناً من مخزونات الاتحاد الأوروبي الإنسانية بقيمة 1.1 مليون يورو.