دمر زلزال كهرمان مرعش، مناطق واسعة في جنوب تركيا وشمال سوريا، مما خلف أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، إضافةً إلى نزوح الملايين من قاطني المناطق المتضررة من الزلزال.
كارثة فوق كارثة
الزلزال خلّف كارثة إنسانية ضخمة، في المناطق المحررة شمالي سوريا، لا سيما بعد تعرضت مناطق ريفي حلب وادلب إلى دمار هائل في الأحياء السكنية، حيث دُمرت أحياءٌ كاملةٌ في كل من مدينة حارم بريف إدلب وناحيتي جندريس والأتارب بريف حلب، على وجه الخصوص، ومع فقدان الأمل وعجز الأمم المتحدة ودول العالم عن تقديم الدعم العاجل لفرق الإنقاذ في المناطق المحررة والمدنيين في الأحراش والساحات العامة، قام السوريون بتقديم يد العون للمناطق المنكوبة بفعل الزلزال المدمر، عبر حملات إغاثية محليّة.
حملة شعبية لمساندة السوريين
في منطقة عمليات نبع السلام (رأس العين وتل أبيض) شرقي سوريا، أطلق الأهالي حملة شعبية لإغاثة المتضريين من الزلزال في الشمال السوري، إذ جهزت عدة مراكز إيواء مؤقتة في المرافق العامة بمنطقة رأس العين في أولى أيام الزلزال، فيما تم تجهيز مراكز إيواء مؤقتة في مدينة تل أبيض بريف الرقة من قبل الائتلاف الوطني وأخرى من قبل معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، ضمن مبادرات شعبية وأخرى بإمكانيات محليّة.
وجهزت عدة مراكز إيواء في مدينة رأس العين ضمن المرافق العامة في المدينة وزوّدتْ ببعض المستلزمات الأساسية، فيما نفذ الأهالي حملة تبرعات أهليّة، للمناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا، وقال الإعلامي مهند أبو هتون، أحد أبناء مدينة رأس العين لقناة حلب اليوم إن “الحملة تمكّنت من جمع 6 شاحنات من نوع إنتر، يبلغ طول الواحدة منها 16 متراً” وتضمنت الشاحنات مواد غذائية ومواد طبية ومستلزمات للبيوت من أغطية واسفنجات، تستهدف بشكل عام المناطق المتضررة بالزلزال ومناطق حارم وجندريس وسلقين الأكثر تضرراً، في حين أكد أبو هتون، إن التبرعات جُمعت من قبل الأهالي، ضمن حملة شعبية.
غرفة إدارة للكارثة بتظافر شعبي
ونُفّذت حملة إغاثية شعبيّة أخرى، في مدينة تل أبيض شمال مدينة الرقة، حيث جهزت قافلة مساعدات إنسانية ضمت 9 شاحنات كبيرة، مُعبئةً بمستلزمات ضرورية للسكان المنكوبين شمالي سوريا، من بطانيات واسنفج ومياه معدنية ومواد غذائيّة وآلات حفر.
فيما جُهزت ستة مراكز إيواء جماعية في مدينة تل أبيض، مجهّزة بالتدفئة والمستلزمات الضرورية للأهالي في أولى أيام الزلازل وفق تصريح سابق لعضو الائتلاف الوطني محمد الحمدو لقناة حلب اليوم.
من جهته قال مدير معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، فايز الكاطع، لحلب اليوم، إنَّ المعبر شكّل غرفة عمليات طارئة لإدارة الكارثة، منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال وذلك بناءًا على توجيهات من قبل رئيس الحكومة السورية المؤقتة ووزير المالية والاقتصاد، حيث تم استقبال تبرعات الأهالي داخل حرام المعبر، فيما سَهّلت إدارة المعبر إيصال المساعدات الإنسانية الشعبية إلى مناطق الشمال السوري المتضررة بفعل الزلزال، عبر الحصول على الموافقات اللازمة لإدخالها عبر الأراضي التركية.
فيما جهّزت إدارة المعبر مراكز إيواء مؤقتة داخل حرم المعبر، بغرض استقبال الأهالي الوافدين إلى الأراضي السورية، حيث تمَّ تجهيزها بما يلزم من تدفئة وطعام وبطانيات، لاستضافةِ الأهالي المتضرريين، ممن تأخر في الدخول قبل متابعة سيره نحو أقاربه في منطقة نبع السلام، التي يريدون التوجه إليها.
كما اتخذت إدارة المعبر كافة الإجراءات اللازمة لدخول السوريين من حاملي وثيقة الحماية المؤقّتة من الولايات العشرة المنكوبة المتضررة من الزلزال، حيث تم إدخال أولى الدفعات من الأهالي يوم الجمعة 10 شباط 2023، حيث دخل /٥٠٢/ مواطناً سوريّاً، فيما بلغ عدد السوريين يوم الاثنين 13 شباط الجاري / ۱۸۳۳/ شخصاً،وفقاً لما قاله مدير المعبر لحلب اليوم.
وكان المعبر قد نشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، تعليمات الدخول إلى سوريا، حيث يمكن للسوريين الراغبين بالدخول إلى مناطق نبع السلام، التوجه إلى المعبر، والدخول بشكل فردي أو عائلي ضمن إجازات استثنائية، سمحت لحاملي بطاقة الحماية المؤقتة لعشر محافظات تركية بالدخول إلى سوريا، وتستغرق إجراءات الدخول نصف ساعة دون حجز مسبق، ويحق للسوريين البقاء في سوريا لمدة لا تقل عن شهر واحد ولا تزيد عن 6 أشهر.
يذكر أن زلزالاً مدمراً ضرب منطقة قرمان مرعش بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، أدت لمقتل ما يزيد عن 40 ألف مدني في تركيا وسوريا، منذ فجر الاثنين 6 شباط 2023.