أجريت دراسات مؤخراً، حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والعقلية للشباب والفتيات، ما دفع خبراء لحذف حساباتهم الشخصية على السوشيال ميديا.
وقام سفير الصحة العقلية للشباب بوزارة التعليم البريطانية الدكتور، أليكس جورج”، بحذف حسابه الرسمي على موقع التغريدات القصيرة “تويتر”، وذلك لحث الناس على حماية صحتهم العقلية من وسائل التواصل والكف عن السلبية.
وقرر “جورج” البالغ من العمر 30 عاماً، أخذ زمام المبادرة، والابتعاد لإنقاذ نفسه، لاعتقاده بأن “معظم ما يراه على منصة تويتر سلبي ومثبط للهمة، ويمكن أن يكون له تأثير فعلي على الصحة العقلية للأشخاص”، وفق موقع “ميترو” البريطاني.
وأكد أنه “يجب على الآخرين فعل الشيء نفسه، إذا لم يكن لوسائل التواصل مردود إيجابي ملموس على حياتهم”.
وأواخر عام 2016، أجريت دراسة شملت 1787 شاباً، يستخدم كل منهم (من 7 إلى 11) منصة وسائط اجتماعية شهيرة، من بينها، “فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام، سنابشات”، ووجدت أن “استخدام منصات الوسائط الاجتماعية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاكتئاب والقلق”.
واتضح أن الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل بهذا الحجم لديهم أكثر من 3 أضعاف خطر الإصابة بهذه الأضرار، من ذوي الاستخدام الأقل (من 0 إلى منصتين فقط).
وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2019، شارك فيها حوالي 10 آلاف طفل بالمملكة المتحدة، وجد الباحثون أن وسائل التواصل قد تضر بالصحة العقلية للفتيات، من خلال زيادة تعرضهن للتنمر، وتقليل نومهن وممارستهن للرياضة.
وبحسب الدراسة التي أشرف عليها مدير مركز جامعة بيتسبرغ للصحة السلوكية الدكتور، “براين بريماك”، أن القيام بمهام متعددة، كالتبديل المتكرر بين التطبيقات، أو الانخراط في وسائل التواصل على أكثر من جهاز في نفس الوقت “قد يكون مرتبطاً بضعف الانتباه والإدراك والمزاج”.
وأوضحت الدراسة أن متابعة منصات متعددة “يحدث تصوراً غير واقعي عند المُستخدم، يوحي له بأن الآخرين ينعمون بأوضاع معيشية أفضل وأسعد، مما قد يُشعره بالانعزال”.
تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان
من جهته، أفاد عالم النفس ومؤلف كتاب “عندما لا تكون الإعجابات كافية”، الدكتور “تيم بونو” في مقابلة مع قناة “هيلثيستا” البريطانية، بأن هناك عدة ظواهر قد تؤثر سلباً على صحتنا العقلية.
وبحسب “بونو”، فإن الظاهرة الأولى هي الحسد، حيث أن الوقت الذي نقضيه في مشاهدة الصور “المثالية” على منصات التواصل قد يُثير غيرتنا وحسدنا، ويؤثر على صحتنا العقلية دون أن نشعر.
والظاهرة الثانية هي الإدمان الذي يجعلنا نشعر بضرورة فتح “فيسبوك وإنستغرام وتويتر”، والقفز بينها مراراً وتكراراً، مما يسبب حالة تسمى “التمزق” تدفع الشخص لتتبع التحديثات في جميع ساعات النهار والليل.
أما الظاهرة الثالثة فهي التشويش، حيث تُلتقط أكثر من تريليون صورة سنوياً حول العالم، لتظهر على منصات التواصل للفوز بإعجاب المتابعين، فتحرمنا من الاستمتاع بجوانب أخرى من الحياة تشتمل على كثير من اللحظات الشائقة وصحبة الأهل الأصدقاء، وتساهم في التشويش على ذاكرتنا الفعلية.
إضافة إلى ظاهرة عدم النوم، فالانفعال بالقلق أو الغيرة مما نراه على وسائل التواصل يُبقي الدماغ في حالة تأهب قصوى، ويحرمنا من النوم، مما يؤثر على صحتنا العقلية، تبعاً لـ بونو”.
وأخيراً ظاهرة تشتيت الانتباه، حيث قال “بونو”: “إذا لم تستطع التخلي عن هاتفك لدقائق، فالأفضل أن تجرب قوة إرادتك لتحقيق ذلك”. فكمية المعلومات التي توفرها وسائل التواصل بكل سهولة تشتت انتباهك”.