بينما تغرق مناطق سيطرة النظام في اﻷزمات المتتابعة، ويزداد فقر السوريين، ينتعش قادة الميليشيات الموالية له، مستفيدين من حالة الفوضى، والمتاجرة بالمواد والخدمات اﻷساسية.
ونشأت طبقة من “أمراء الحرب” اﻷثرياء في مناطق سيطرة النظام، خلال السنوات الماضية، ضمن مجتمع بات نحو 93 بالمائة من مواطنيه في عداد الفقراء، بحسب مسؤولين في حكومة اﻷسد.
وسلّط تقرير لصحيفة “الشرق اﻷوسط” الضوء على أحد جوانب هذا الواقع، حيث جمع قادة الميليشيات، وضباط اﻷسد ثرواتهم خلال سنوات الحرب عبر “التعفيش” والإتاوات.
ويقوم هؤلاء باستجرار التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة من محولات مخصصة لدمشق، وتزويد الأهالي بريف العاصمة به، مقابل مبالغ مالية كبيرة، مستغلين “برنامج التقنين” الذي يقوم على قطع الكهرباء ما بين 10 و12 ساعة ووصلها لساعة واحدة تتخللها عدة انقطاعات.
ويشكو سكان مدن ومناطق بريف العاصمة، من أنهم لا يستفيدون من الكهرباء سوى ساعة أو نصف ساعة كل يومين أو ثلاثة، ويؤكد بعضهم أن فترة القطع قد تمتد إلى أسبوع وأسبوعين.
وفي “أحد أحياء ريف دمشق الملاصقة لأحياء العاصمة”، تٌرى بعضُ المنازل والمحال التجارية منارةً بالكهرباء الحكومية خلال فترات الليل، في حين ينقطع التيار عن أغلبية المحال والمنازل المجاورة.
ويقول أحد السكان إنه يقف أمام بوابة منزله وينظر بحسرة إلى المحال والمنازل المضاءة بالكهرباء، موضحاً أن عائلته “لم تر الكهرباء منذ 8 أيام”.
وأضاف الشاهد أن أصحاب المنازل والمحال المنارة، “تتوفر لديهم خطوط الكهرباء الخاصة بالمنطقة، إضافة لخطوط العاصمة، وعندما تنقطع الأولى، تصل إليهم الكهرباء من (خطوط المدينة)”.
وكشف أن “خطوط المدينة، يتم الحصول عليها من كبار الشبيحة، (الدفاع الوطني) مقابل مبالغ مالية شهرية كبيرة يدفعها أصحاب المنازل والمحال التجارية الراغبون بهذه الخطوط”، حيث يسحبونها من المحولة الكهربائية الموجودة في الحي المقابل التابع للعاصمة.
وعلى من يرغب من الأهالي في الحي التابع لمحافظة ريف دمشق، في الحصول على خط مدينة دمشق، عليه أولاً الاتفاق معهم، ومن ثم شراء سلك كهربائي قوي يصل إليه من الخط الرئيسي الذي استجره الشبيحة من محولة المدينة إلى منزله، وفقاً للتقرير.
ولفت الرجل إلى أن مفتشي المؤسسة العامة للكهرباء “لا يجرؤون على الاعتراض”، بسبب غياب سلطة الدولة في تلك المناطق وسيطرة كبار “الشبيحة”، حيث ما زالت تنتشر في عدد من مناطق محيط دمشق وريفها ميليشيات محلية موالية للنظام، أبرزها “قوات الدفاع الوطني”.
وكان قادة “الدفاع الوطني” والعديد من مسلّحيها، قد جمعوا ثروات كبيرة من عمليات “تعفيش” المنازل في المناطق التي كانت تتم السيطرة عليها، وكذلك من الإتاوات التي يفرضونها على المارة عبر الحواجز.