ألمانيا – عبد الرزاق الصبيح
في مسعى منها لدمج اللّاجئين والمقيمين على أراضيها… تحاول الحكومة الألمانية تبسيط الشّروط، من أجل الحصول على الجنسية الألمانية، كما وعدت وزارة الدّاخلية في أكثر من مناسبة.
المتحدّث باسم وزارة الدّاخليّة الألمانية ، قال: “إنّ الحصول على الجنسية الألمانية يجب أن يكون ممكناً، بعد الاستقرار في ألمانيا لمدّة خمس سنوات، عوضاً عن ثماني سنوات”.
وأردف المتحدّث باسم وزارة الدّاخليّة قائلاً: ” سيتوجّب تسهيل تجنيس آباء جيل العمّال المهاجرين، الذين وصلوا إلى ألمانيا في السبعينات من القرن الماضي، لأنّه لم يجري تشجيع اندماجهم على مدى سنوات عديدة”.
وهناك تعديلات اقترحها نوّاب في البرلمان، إذا اندمج الأجنبي بشكل جيّد في المجتمع الألماني، وذلك عن طريق أدائه في المدرسة أو في المجتمع، يمكن عندها تقليل الفترة إلى مدّة ثلاث سنوات للحصول على الجنسية الألمانية.
وفيما يخصّ ازدواجيّة الجنسيّة، أيضاً هناك اقتراحات بإسقاط بند ضرورة التخلّي عن الجنسية الأصليّة، في حال الحصول على الجنسية الألمانية، ويمكن للمجنّس الاحتفاظ بجنسيّته الأصليّة بالإضافة إلى الجنسيّة الألمانيّة.
ومن ضمن الاقتراحات أيضاً، أن يتم إعطاء الجنسيّة، للطّفل المولود في ألمانيا من والدين أجنبيّين، وأن يكون لدى أحد الأبوين تصريح إقامة، منذ خمس سنوات، على الأقلّ.
كما تتضمّن الاقتراحات: إزالة مطلب المستوى اللّغوي لتجنيس الذين تزيد أعمارهم عن / 67/ عام، وتبسيط شروط حصولهم على الجنسيّة.
وفي حديث خاص لموقع حلب اليوم، قال اللّاجىء السّوري “أحمد الياسين”: “لقد وصلتُ إلى ألمانيا منذ أكثر من سبع سنوات، وحتّى اللّحظة لم أتمكّن من الحصول على الجنسيّة، بسبب الشروط والتّعقيدات”.
وأضاف ” الياسين”: فيما لو تم تنفيذ قرارات وزارة الدّاخليّة، أنا وآلاف السّوريّين نستطيع الحصول على الجنسيّة الألمانية، ونستطيع التنقّل بحريّة في مختلف بلدان العالم، ويسمح لنا أيضاً بفتح شركات خاصّة، وتوسيع أعمالنا واستقرارنا.
ما تفعله الحكومة الألمانيّة وتسعى لتنفيذه، هي وعود قدّمتها الأحزاب الرئيسيّة المشكّلة لتلك الحكومة وهما ” الحزب الدّيمقراطي الاجتماعي” ( SPD)و ” حزب الخضر” وكان ذلك ضمن برامجهما الانتخابيّة.
شروط عديدة كانت مطلوبة، ممن يريد التقدّم على طلب الجنسيّة في ألمانيا، ومنها أن يكون قد أمضى ثماني سنوات، والتزم بدفع الضّرائب لمدّة خمس سنوات، و أن يحصل المتقدّم على مستوى تعليم في اللّغة الألمانيّة / B1/، وأن يكون قد اتّبع دورة الاندماج أيضاً، بالإضافة إلى شروط أخرى.
تهدف ألمانيا من هذه القوانين إلى سدّ النّقص الكبير في اليد العاملة لديها، وذلك بسبب نسبة الشيخوخة المرتفعة، وإحالة مئات آلاف الألمان إلى التّقاعد بسبب السّنّ، وتشير إحصائيّات الحكومة إلى حاجة الدّولة، لأربعمئة ألف عامل في مختلف المجالات في العام القادم / 2023 /فقط.
يذكر بأن ألمانيا استقبلت خلال العامين الماضيين حوالي / 50 / ألف لاجئ سوري مع عائلاتهم، ليرتفع مجمل العدد الكامل للسّوريّين إلى/ 890/ لاجئ، وذلك بحسب ” مكتب الإحصاء الفيدرالي”، كما استقبلت مئات آلاف الأوكرانيّين.