كشف موقع “المونيتور” اﻷمريكي أن قائد جماعة “أجناد القوقاز” الشيشانية، انتقل مع عناصر من جماعته إلى أوكرانيا لمحاربة القوات الروسية هناك، وسط ترجيحات بانتقال المزيد.
ونقل الموقع عن “مصادر من داخل الجماعات الجهادية في سوريا” أن مقاتلين شيشانيين من “الأجناد” يقاتلون قوات النظام وميليشياته في ريف اللاذقية، وصلوا مؤخراً إلى أوكرانيا قادمين من إدلب شمال غربي سوريا.
وتوقعت تلك المصادر أن يغادر المزيد من القادة منطقة “إدلب” إلى أوكرانيا مُرجعةً ذلك إلى سببين؛ اﻷول: “هرباً من حملة القمع التي تقودها هيئة تحرير الشام”، والثاني: “الانتقام من روسيا وقوات حليف الرئيس فلاديمير بوتين، الرئيس الشيشاني رمضان قديروف”.
وقال “همام عيسى”، الصحفي المقيم في إدلب، لـ “المونيتور”: “أجناد القوقاز جماعة معتدلة وإن كانت جهادية لم تتدخل في القتال السوري الداخلي ولم تتدخل في شؤون المجتمع المحلي السوري، وكان تركيزها الأساسي على محاربة قوات النظام في جبال وغابات ريف اللاذقية بناءً على تجربتها القتالية في مناطق جغرافية وعرة”.
وأضاف: “لا تمارس الجماعة أي نشاط دعوي داخل المجتمع السوري لأنها لا تتحدث اللغة العربية، ومع ذلك، لعبت قوات التنظيم دوراً في الكشف عن الرموز المشتركة بين القوات الروسية في سوريا نظراً لمعرفتها بهذه اللغة، هذه القوات لديها خبرة في فنون الدفاع عن النفس، والتعامل مع الطائرات الروسية، وحفر الخنادق، والعمل على مقاومة الضربات الجوية الروسية”.
وتابع: “هيئة تحرير الشام شددت الخناق على هذه المجموعة خاصة بين عامي 2020 و 2021 ، حيث اعتقلت بعض القيادات المقربة منها، وضمت هذه المجموعة أعضاء وقادة سوريين غادروا المجموعة بعد حملة القمع التي شنتها هيئة تحرير الشام، فيما يستعد معظم قادتها الآن للذهاب إلى أوكرانيا ومغادرة إدلب”.
وأوضح “عيسى” أن “عبد الحكيم الشيشاني” قائد “أجناد القوقاز” غادر إدلب إلى أوكرانيا بعد التنسيق مع مجموعات عسكرية من كتيبة “الشيخ منصور” الشيشانية التي تقاتل الروس إلى جانب القوات الأوكرانية في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، قال “أحد قادة مجموعة أجناد القوقاز” المعروف باسم “أبو عبد الرحمن الشيشاني” لـ “المونيتور”: “غادر الكثير منا، ولا سيما الأشخاص الذين لديهم سجل حافل من المشاكل مع قادة هيئة تحرير الشام سوريا إلى أوكرانيا، حيث تعرض هؤلاء مؤخراً لمضايقات شديدة من جانب قيادة هيئة تحرير الشام”.
ومضى بالقول: “الحرب الروسية الأوكرانية خلقت فرصة لنا لمغادرة إدلب وفرصة لهيئة تحرير الشام للتخلص منا، ويبلغ عدد الشيشان الذين وصلوا إلى أوكرانيا من إدلب حوالي 25، معظمهم من الجنسيات الروسية والشيشانية”.
وقال: “نذهب إلى أوكرانيا لمحاربة الروس الذين قتلوا وارتكبوا أبشع الجرائم ضد شعبنا في التسعينيات، من خلال العميل الروسي قديروف، هم (القوات الروسية) يواصلون ممارسة العنف ضد كل مسلم يظهر عداءً لروسيا، التي قتلت الشعب السوري الذي جئنا لدعمه”.
وأضاف: “كنا نتمنى الاشتباك مع القوات الروسية في سوريا لكن ذلك للأسف لم يحدث، روسيا تقاتل في سوريا بالطائرات، لكن في أوكرانيا يمكننا مواجهة الجيش الروسي [على الأرض]، كل عدو لروسيا صديق لنا، كما أن الشعب الأوكراني مظلوم ، وأمرنا الإسلام بدعم المظلوم، ناهيك عن كون الظالم عدواً مشتركاً لنا”.
وكانت الجماعة قد تركت خطوط رباطها في ريف اللاذقية الشمالي، عقب اتفاق عقدته مع هيئة تحرير الشام التي ضغطت عليها للمغادرة.
