أصدر الرئيس اﻷمريكي “جو بايدن” أمراً رئاسياً بتمديد حالة الطوارئ بالنسبة لقوات بلاده العاملة في سوريا، عاماً ثالثاً، حبث ما يزال الشمال الشرقي، “خطراً على اﻷمن القومي” ﻷمريكا.
ويأتي ذلك فيما برزت دعوات في اﻷوساط السياسية اﻷمريكية لسحب القوات من سوريا، والتركيز على ضربات الطائرات المسيّرة عن بعد.
وفي بيان نشره “البيت اﻷبيض” على موقعه الرسمي، أمس اﻷربعاء، قال بايدن إنه يعلن “استمرار حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بالوضع في سوريا وفيما يتعلق بها”.
وقد أعلن الرئيس اﻷمريكي حالة طوارئ وطنية بموجب أمر تنفيذي أصدره في 14 تشرين اﻷول من عام 2019، وذلك وفقاً لـ”قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية للتعامل مع التهديد غير العادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للدولة”.
ويوجد في سوريا 900 جندي أمريكي، يعملون في منطقة الشمال الشرقي، ويتركز وجودهم حول حقول النفط بمحافظة الرقة، ويدعمون عمليات “قسد” بدعوى “محاربة اﻹرهاب”.
ونص القرار الذي أصدره “بايدن” أمس على أن “الوضع في سوريا وفيما يتعلق بها، ولا سيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري على شمال شرق سوريا، يقوض حملة هزيمة “الدولة” في العراق وسوريا، أو تنظيم الجولة عموماً”.
وتذرّع القرار بأن الانسحاب قد “يعرض المدنيين للخطر، ويهدّد بتقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”، مشيراً إلى أن منطقة شرق الفرات بسوريا “لا تزال تشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
وكانت دراسة تحليلية لمعهد واشنطن للدراسات نشرها مطلع الشهر الجاري، قد أشارت إلى أن انسحاب القوات اﻷمريكية من شمال شرقي سوريا، سيترك “قسد” وحيدةً أمام تهديدات الرئيس التركي، والذي “لن يتردد في تنفيذ ما يهدّد به”، وأوصت الدراسة ببقاء القوات.
أما مجلة “فورين أفيرس” فقد دعت في مقال تحليلي أمس اﻷول، إلى سحب القوات من سوريا، بعد عقد اتفاق مع نظام اﻷسد يضمن بقاء “سوريا الديمقراطية”، من أجل عدم الاضطرار لتكرار الانسحاب اﻷمريكي العشوائي من أفغانستان في سوريا مستقبلاً.
وقال “بايدن” في بيانه أمس إن حالة الطوارئ الوطنية المعلنة منذ 2019، “يجب أن تستمر لعام إضافي”.
وكان تعداد القوات اﻷمريكية في سوريا يبلغ ما يقرب من 2500 جندي حتى عام 2018، حيث أمر “دونالد ترامب” بـ”إعادة انتشار” وسحب حزء من القوات.