مُنيت الميليشيات العسكرية التي تتلقى دعمها من قبل إيران في ريف حمص الشرقي خسائر فادحة بالعتاد والأرواح منذ أوائل العام الجاري، عقب تعرضها لهجمات وكمائن مباغتة من قبل خلايا “تنظيم الدولة” الذي يستغل خبرة مقاتليه بطبيعة التضاريس الجغرافية للبادية السورية لحماية تنقلاتهم وانطلاق هجماتهم ضدّ مواقع تمركز الميليشيات الإيرانية الموجودة في المنطقة.
مقاتلو التنظيم اعتمدوا على أسلوب معارك “الكر والفر” لمباغتة عناصر الميليشيات الإيرانية الذين يفتقدون للخبرة اللازمة للتعامل مع هجمات التنظيم، والذي أثبت نجاحه بحرب العصابات مخلفاً وراءه عشرات القتلى والمصابين من مختلف التشكيلات العسكرية الإيرانية من جهة، وعناصر المجموعات القتالية المساندة لقوات النظام من جهةٍ أخرى.
ومع أوائل شهر شباط الماضي، أعلنت قوات النظام وحلفائها من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني عن إطلاق أولى حملات التمشيط البرية للبادية السورية، انطلاقاً من ريف حمص الشرقي، بهدف إنهاء الخطر المتمثل بوجود مقاتلي تنظيم الدولة في المنطقة، بدعمٍ جوي من قبل حليفتها روسيا.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال إن جميع حملات التمشيط التي أعلن عن انطلاقها على محور أوتوستراد حمص – دير الزور، وبادية السخنة والبيارت، باءت جميعها بالفشل، وتكبدت خلالها القوات المشاركة من مرتبات الفرقتين العسكريتين 11-18خسائر متتالية بالأرواح والعتاد، فضلاً عن تعرض مجموعات من ميليشيا لواء فاطميون وحركة النجباء للاختطاف على يد مجهولين يعتقد بانتمائهم للتنظيم.
وعلى الرغم من إقحام “قوات النمر” التابعة للفرقة 25 التي يديرها العميد “سهيل الحسن” لمقاتليها بتمشيط البادية السورية المتمثلة بريف حماة الشرقي، إلا أنها فشلت هي الأخرى بإنهاء خطر تهديدات التنظيم الذي استهدف عدداً من نقاط التمركز المتقدمة على أوتوستراد حماة – الرقة بالقرب من منطقة خناصر.
وشهدت منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي أول أمس الثلاثاء، مقتل عدد من مقاتلي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عقب تعرض سيارة كانت تقلهم لعمق البادية السورية لهجوم بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة على أطراف المنطقة من الجهة الجنوبية، وأكد مصدر محلي من أبناء المنطقة أن أصابع الاتهام تشير إلى مقاتلي تنظيم الدولة بوقوفهم وراء الهجوم.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات التي تتلقى دعمها العسكري واللوجستي من قبل طهران وسّعت مناطق سيطرتها في ريف حمص الشرقي منذ منتصف العام الجاري، بالتزامن مع انسحاب القوات الروسية من قرى القريتين ومستودعات مهين الاستراتيجية لتحل عوضاّ عنها مجموعات قتالية من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني ولواء فاطميون، بالإضافة لعدد من عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني، وفقاً لمراسلنا.