دعا رئيس “حزب الرفاه الجديد” فاتح أربكان، الحكومة التركية إلى إعادة إرسال اللاجئين السوريين لبلادهم، محذرا من “كارثة قد تحلّ على تركيا”، بسبب وجودهم على اﻷراضي التركية، وترك الشمال السوري “خاليا” أمام “اﻹرهابيين”.
وكان فاتح وهو نجل رئيس الوزراء التركي الأسبق الراحل نجم الدين أربكان، قد أعلن عن تأسيس حزبه ذي التوجّه اﻹسلامي، في نهاية 2018، كامتداد لحزب والده “حزب الرفاه”، الذي تأسس عام 1983.
وقال أربكان، أمس اﻷحد، إنه “من الضروري إرسال السوريين لبلادهم، لمنع حدوث مخطط إنشاء دولة إرهابية في شمال سوريا”، وفقا لما ترجمه موقع “تركيا بالعربي” عن صحيفة “هبرلار” التركية.
ونوّه “الفاتح” بأن “هذا المخطط هو تدبير من إسرائيل وأمريكا” التي “تسعى أمريكا لإخلاء منطقة شمال سوريا من أجل إنشاء دولة إرهابية هناك”.
وقال مخاطبا الحكومة: “يجب علينا إرسال السوريين بالمجمل لإيقاف هذا المخطط”، في إشارة إلى مساعي قسد.
وتستخدم اﻷحزاب المعارضة والمناوئة لحكومة “العدالة والتنمية” في تركيا ملف السوريين، كورقة انتخابية، حيث تقترب البلاد من استحقاق 2023، الذي قد يكون مفصليا.
ومع تزايد ضغوط المعارضة على الحكومة حول قضية السوريين، اتخذت أنقرة إجراءات تشديدية متعدّدة بحقهم، في ظل تراجع الوضع الاقتصادي والذي شكّل عاملا ضاغطا على المجتمع التركي.
وكانت المواقف الرافضة لوجود السوريين تأتي في العادة من قبل اﻷحزاب ذات التوجهات العلمانية والقومية، ويعتبر هذا التصريح من قبل أحد أعرق اﻷحزاب اﻹسلامية في البلاد تغيرا لافتا.
يذكر أن نجم الدين أربكان تولى رئاسة حزب الرفاه في 1987، وتمكن الحزب من دخول البرلمان في انتخابات 1991، كما أنه فاز بأغلبية المقاعد بانتخابات 1995، ثمّ تولى أربكان رئاسة وزراء تركيا في الفترة بين 1996 و1997، قبل أن تغلق المحكمة الدستورية في تركيا الحزب وتحيل أربكان للقضاء بدعوى “أنشطته المعارضة لأسس الجمهورية العلمانية” في عام 1998.