دعت “الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا” أهالي السويداء إلى “المتابعة والاستمرار” في مواجهة المجموعات الفاسدة المرتبطة بنظام اﻷسد، كما طالبته بمحاسبتهم، محذرةً من زواله بسبب الفساد، ومهدّدةً بتحرك أبناء المحافظة بأنفسهم في حال اﻹصرار على عدم وضع حدّ لتجاوزاتهم.
ودعا بيان صادر عن الرئاسة الروحية للدروز نُشر اليوم الخميس، إلى “السلم والهدوء وكف الشر وحقن دماء الأبرياء”، مشيرا إلى “تكاثف قوى الشر لتوقد الأبناء ضد بعضهم، وجعلهم يقتتلون لتنفيذ مآرب الغرباء”.
وناشد البيان أبناء المحافظة ممن “أغوتهم الأموال والرفاهية الملوثة”، للعودة إلى الرشد، في إشارة إلى من تمّ تجنيدهم في صفوف الميليشيات المرتبطة بالنظام، مؤكدا أن “دماءهم غالية ومحرمة على أن تستباح”، وداعيا إياهم إلى تجنّب الفتنة وإثارة البلابل، مِن قبل مَن “يزرع النار والدمار في الشوارع ويغتصب لقمة العيش”.
وانتقد البيان من ينكر شكاوى أبناء السويداء “تحت ظلال المزاودة بالوطنية، وتخوين ومقاطعة الصادقين المنادين بالصلاح ،وقمع الفساد”، ومن “يحاولون إغواء الأبناء للتمثيل بأهلهم”.
ومضى البيان بالقول مخاطبا النظام وعملاءه: “أنتم إلى الزوال كما زال غيركم، فما أنتم على شيء، وليس لكم في الوطن أكثر مما لمواطن فقير معدم سلبتم حقه، وصادرتم رأيه، وأرهبتم فؤاده، وأوجعتم فلذات كبده.. ومن يعلو بالشر على أهله زائل لا محالة”.
ودعا الموقعون على البيان إلى الحفاظ على “وحدة التراب”، معربين عن أسفهم “لمواجهة أبناء كانوا لنا.. حاولوا تسمية العصاة منهم كحماة للأخلاق والشارع وهم أول المروجين للمخدرات والفساد وغيرها من المنكرات”، ومنددين بـ”محاولة تخريب نسيج الجبل”.
وأكد البيان على “ضرورة المتابعة والاستمرار بقمع كل مظاهر الشر والأذى، وقطع دوابرها فورا على كل المارقين الفاسدين”، محذرا “كلّ من تسول له نفسه العودة والانجرار خلف الرذيلة والمعصية، بأنهم سيلاقون مصير الخونة بلا رحمة ولا تراجع”، كما هدّد “كل من يسيرهم ويوجه أبناءنا من المفسدين المستفيدين من الممنوعات والشغب والدمار بأنهم سيلاقون نفس المصير”.
وأضاف الموقعون بالقول: “إن لم تقم الدولة بأجهزتها الأصولية بالتصرف والمحاسبة والحماية، فلسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة والشريعة والأصالة والعادات، وسط استغرابنا الذي اعتدناه من نأي الجهات المختصة، ونطلب من القيادة محاسبة المسؤولين الذين منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة”.
وكانت السويداء قد شهدت معارك بدأت مساء يوم الثلاثاء الماضي، بين مجموعات محلية، وميليشيا مرتبطة باﻷمن العسكري يتزعمها راجي فلحوط، حيث ارتكتبت هذه الميليشيا انتهاكات واسعة بحق أبناء المحافظة، وانتهت المواجهات مساء أمس باقتحام مقرها والقبض على معظم أفرادها، حيث شهدت المحافظة احتفالا شعبيا واسعا.