أكدت الحكومة التركية رفضها القاطع لاستقبال أي لاجئين من دول أخرى تتخلى عن مسؤوليتها تجاههم، وسط أنباء عن مساعٍ بريطانية للتخلص من اﻷجانب طالبي اللجوء على أراضيها، وإرسالهم إلى أنقرة.
وكانت وسائل إعلام بريطانية نقلت أنباء عن نيّة وزيرة الخارجية ليز تراس، التقدّم بطلب إلى تركيا لتوقيع اتفاقية مماثلة للاتفاق الذي وقّعته لندن مع رواندا حول استقبال اللاجئين على أراضيها؛ وذلك في حال نجحت “تراس” في الوصول لرئاسة الحكومة البريطانية المقبلة.
ونقلت جريدة “يني شفق” عن المتحدث باسم الخارجية التركية، “تانجو بيلغيتش”، أمس السبت، قوله إن تركيا “لن تكون مخيما للاجئين أو حرس حدود لأية دولة”، في رد خطي باسم الوزارة، على سؤال حول موقف أنقرة من تلك الاتفاقية.
وقال “بيلغيتش” إن بلاده “لن تتحمل بأي شكل من الأشكال الالتزامات الدولية للدول الأخرى”، معرباً عن أمله في أن “تكون تلك المزاعم التي تناقلتها الصحافة عن تراس لا أساس لها”.
وحاول رئيس الحكومة السابق “بوريس جونسون”، الشهر الماضي، تمرير الاتفاق الذي عقدته حكومته مع رواندا، والذي يقضي بدفع ملايين اليوروهات إليها لقاء استقبال لاجئين سوريين وأفغان بعد ترحيلهم قسراً، لكنّ اضطراره للاستقالة مؤخراً حال دون تنفيذ مشروعه.
وتحوّلت قضية اللاجئين الذين تبحث بريطانيا عن جهة لترحيلهم نحوها، إلى ملف ضمن الدعاية الانتخابية للمترشحين إلى منصب رئاسة الحكومة.
وأشار المسؤول التركي إلى أن بلاده “تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم منذ 8 سنوات”، مؤكداً أنه “ليس وارداً أن تتحمل عبئاً أكبر بناء على طلب دول أخرى، أو تتخذ نهجاً يتعارض مع الأنظمة الدولية المتعلقة بحق اللجوء”.
ومضى بالقول: “شاركنا الرأي العام هذا النهج بعد أنباء مماثلة تتعلق باللاجئين الأفغان العام الماضي، وفي هذا السياق، ندعو جميع الدول إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية وتحمل مسؤولية الهجرة بشكل متساو”.
يشار إلى أن الخلاف بين الحكومة والمعارضة في تركيا حول قضية اللاجئين، تصاعد مع اقتراب موعد انتخابات 2023 المرتقبة.