أعلنت الولايات المتحدة عن التزامها بالاستمرار في دعم المساعدات اﻷممية المقدمة للسوريين، في شمال غربي البلاد، رغم نجاح روسيا في فرض قرار تقدّمت به إلى مجلس اﻷمن منذ أيام، فيما امتنعت دول الاتحاد اﻷوروبي عن التعليق.
ويسمح القرار الروسي بتمديد آلية إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى، شمال إدلب، على أن يُتاح المجال ﻹدخال المزيد منها عبر مناطق سيطرة نظام اﻷسد (عبر خطوط التماس)، وهو ما يمهّد لتحويل كافة الإمدادات إلى سيطرة النظام، بعد انقضاء المدة الحالية، في تفاهم غير مُعلن، حذّرت منه منظمة “منسقو استجابة سوريا”، في وقت سابق.
وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة “ليندا توماس غرينفيلد”، في بيان أمس الخميس، إن بلادها “لن تتخلى عن الشعب السوري في وقت الحاجة”، على حدّ زعمها.
وتعهّدت بأن واشنطن ستواصل العمل مع شركائها في المجال الإنساني لتوسيع الوصول داخل سوريا، و”النظر في جميع الخيارات لدرء أسوأ السيناريوهات”، منوهةً بأنها “ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة المحتاجين، حيث الاحتياجات الإنسانية في سوريا أكبر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع”.
وألقت “غرينفيلد” باللوم على روسيا التي استخدمت حقّ النقض “بدلاً من توفير المزيد من سبل الوصول لتزويد السوريين بالغذاء والماء والأدوية والإمدادات الإنسانية”، مشيرةً إلى أن “الأمم المتحدة كانت ترسل شهرياً نحو 800 شاحنة من المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا عام 2021 عابرة من تركيا إلى إدلب، ووصلت إلى 2.4 مليون شخص”.
وشدّدت الدبلوماسية اﻷمريكية على أن هذه المساعدة “مطلوبة بشدة، فهناك 4.1 مليون شخص محتاج في شمال غربي سوريا مقارنة بنحو 3.4 مليون العام الماضي” كما أن “القرار الذي تبناه المجلس سيمكّن، على الأقل، شاحنات الأمم المتحدة من المرور مرة أخرى عبر معبر باب الهوى، ويضمن عدم توقف المساعدات المنقذة للحياة بشكل كامل”.
وكانت روسيا أحبطت مقترحاً مقدماً من النرويج وإيرلندا يتضمن تمديد التفويض السابق لستة أشهر يتم بعدها التجديد تلقائيا ما لم تبد أي من الدول الأعضاء رغبتها في إنهاءه، ثمّ تقدمت بمقترح بديل تمّ تمريره مع امتناع عدّة دول غربية عن التصويت.
ولم تعلّق أيّ من الدول اﻷوروبية على القرار الروسي حتى لحظة إعداد الخبر، فيما أكد “سفير دولة عضو في مجلس الأمن” لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم ذكر اسمه، أن ما جرى في المجلس هو أن “روسيا نجحت في لي ذراع الجميع: إما أن تظل الآلية معطلة، أو تُمدّد لستة أشهر، ولم يكن بإمكاننا أن ندع الناس يموتون”.
يشار إلى أن “تامر كيرولوس”، مدير الاستجابة لدى منظمة “أنقذوا الأطفال”، دعا مجلس الأمن إلى إعادة الانعقاد والتراجع عن القرار، محذراً من تعريض حياة مئات الآلاف من الأطفال للخطر، مضيفاً بالقول: “أخطأ مجلس الأمن اليوم في حق سكان شمال غرب سوريا، فأصبح ملايين الناس طي النسيان لا يعرفون كيف يحصلون على المساعدات التي تبقيهم على قيد الحياة وسط عوامل تؤدي إلى تفاقم الأزمة الطاحنة التي يمرون بها، أبرزها: استمرار ارتفاع أسعار الغذاء والصراع الدائر في البلاد وركود الاقتصاد”.