تدهور سعر صرف اليورو أمام الدولار اﻷمريكي والعملات اﻷجنبية إلى أدنى مستوى له منذ نحو عشرين عاما، في ظل تغيرات اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي، فيما يرى خبراء أوروبيون أن الغزو الروسي ﻷوكرانيا كان السبب الرئيسي للانهيار الحاصل.
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق منذ يومين على تخصيص مليار يورو إضافية لدعم أوكرانيا في مقاومتها للغزو الروسي، ويعدّ هذا المبلغ الجزءَ الأول من حزمة المساعدة المالية الكلية البالغ مقدارها 9 مليارات يورو.
ورجّحت التوقعات الاقتصادية للكتلة المالية لمنطقة اليورو التي تضم 19 دولة، في بيان صدر اليوم الخميس، أن تؤدي الحرب الروسية في أوكرانيا إلى إفساد جهود الانتعاش الاقتصادي للاتحاد في المستقبل المنظور، مع انخفاض النمو السنوي وتسجيل تضخم قياسي.
وتوقّع البيان أن التضخم سيصل إلى متوسط 7.6في المئة هذا العام، وهي زيادة كبيرة عن التوقعات السابقة البالغة 6.1 في المئة الشهر الماضي، وذلك بعد أن ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 8.6في المئة عن العام السابق، وتراجعت توقعات النمو الاقتصادي بمقدار 0.1 نقطة إلى 2.6في المئة لهذا العام، وهو انخفاض كبير عن نمو العام الماضي بنسبة 5.3في المئة، وفقا لما نقلته قناة “الحرة” عن التقرير اﻷوروبي.
وقال نائب رئيس الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، إن “حرب روسيا ضد أوكرانيا لا تزال تلقي بظلالها على أوروبا واقتصادها”، حيث أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء مما سبّب “ارتفاع معدل التضخم وأثقل كاهل النمو الاقتصادي وثقة المستهلك”.
وتتزايد المخاوف – وفقا للتقرير – من تفاقم أزمة الطاقة في حال “خفضت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي أو أغلقت الضخ تماما”، في ظل سعي الدول الأوروبية لإعادة ملء احتياطاتها استعدادا لفصل الشتاء، فيما تستطيع روسيا الحفاظ على توازن الاقتصاد الأوروبي لأشهر قادمة.
بروكسل متخوّفة من استمرار الوضع الحالي
أكد بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي أن المخاطر تعتمد على توقعات النشاط الاقتصادي والتضخم بشكل كبير، وأنها مرهونة بتطور الحرب وخاصة تداعياتها على إمدادات الغاز إلى أوروبا.
ويعود السببان الرئيسيان في التطورات اﻷخيرة إلى ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم القياسي، فضلا عن الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بكوفيد-19، وانعكاساته على الأسواق، وفقا للبيان.
وقال المحلل جاين فولي لدى شركة “رابوبنك” للخدمات المالية، في تصريح لشبكة “فرانس 24” إن تدهور اليورو يعتمد على رغبة روسيا في مفاقمة الحرب الاقتصادية مع أوروبا، مضيفا أن “معرفة نوايا بوتين ليس أمرا سهلا”.
ونوّه بأن النمو الضعيف في منطقة اليورو، يمكّن البنكَ المركزي الأوروبي من أن يزيد معدلات الفائدة “لكن بصعوبة”، من أجل مكافحة التضخم الذي بلغ 5,8% في فرنسا و7,6% في ألمانيا، خلال الشهر الماضي.
وكان سعر صرف اليورو قد انخفض مؤخرا إلى ما دون عتبة الدولار الأمريكي، حيث أرجع خبراء ذلك إلى تأجج المخاوف من الوقف التام لصادرات الغاز الروسية إلى أوروبا.
وأعلنت الحكومة الفرنسية يوم السبت الماضي عن احتمال قطع تلك الإمدادات، وهو ما أعقبه تراجع جديد للعملة الأوروبية.