أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بتوجه فريق إيراني من علماء الآثار والباحثين للعمل على التنقيب عن الأثار بمحيط قلعة “فخر الدين المعني” ضمن مدينة تدمر شرق حمص على مرأى من مؤسسات النظام، الأمر الذي يهدد باستمرار سرقة تاريخ المناطق الأثرية في سوريا من قبل الميليشيات المدعومة من قبل طهران.
ونقل مراسلنا عن مصادر محلية قولها، إن وفداً مؤلفاً من خمسة عشر شخصاً استطلعوا قلعة “فخر الدين” مطلع الشهر الجاري قبل أن تصل تباعاً آليات مخصصة بالحفر والتنقيب عن الآثار المدفونة داخل القلعة وعلى أطراف أسوارها من الجهتين الجنوبية والشرقية.
ولفت المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن اسمه – لضرورات أمنية، أن وفد خبراء الآثار الإيراني استقر ضمن حي الجمعيات تحت حراسة عناصر من ميليشيا الحرس الثوري، بالوقت الذي بدأت عملية التنقيب عن الآثار منذ يوم الأربعاء الماضي.
وتعتبر قلعة “فخر الدين المعني” إحدى أبرز المعالم الأثرية في مدينة تدمر والتي تمّ بناؤها في القرن السابع عشر ميلادي على إحدى أكبر التلال المحيطة بمدينة تدمر، وسبق أن نقّب مقاتلو “تنظيم الدولة” عن الآثار ضمنها خلال فترة سيطرتهم على ريف حمص الشرقي ما بين عامي 2013 و2015.
وبحسب مصادر محلية متطابقة، تمكن مقاتلو التنظيم حينها من العثور على بعض القطع الأثرية والخزف التي تعود للقرن الثامن عشر ميلادي، إلا أن غياب أجهزة التنقيب الحديثة حال دون توسّعهم بعملية البحث وسرقة الآثار التاريخية من القلعة بشكلٍ كلي.
تجدر الإشارة إلى وجود سباق بين الميليشيات الأجنبية المدعومة من قبل إيران مع فرق من الخبراء الروس الموجودين في ريف حمص الشرقي، بهدف العمل على التنقيب عن الأثار حيث انفرد كل قسم منهم بالبحث ضمن مواقع محددة، كان أخرها دخول فريق خبراء روسي لقلعة تدمر الأثرية مطلع العام الجاري ولا تزال عمليات التنقيب مستمرة لغاية الأن، بالوقت الذي لم تتخذ مديرية الآثار والمتاحف التابعة لنظام الأسد أي خطوة للحد من عمليات سرقة إرث سوريا التاريخي.