جمع نظام اﻷسد المئات من عوائل قتلاه في مدينة اللاذقية الساحلية، لـ”تكريمهم” على مساهمتهم في “حماية البلاد”، و”اﻹخلاص” في “مكافحة اﻹرهاب”.
وحضر بعض المدعوّين إلى قاعة للمؤتمرات، أمس السبت، ليتبيّن أن التكريم هو عبارة عن “مهرجان خطابي” تخلّله توزيع “أوسمة الإخلاص” لعائلات “الشهداء”، دون أي مكافأة مادية تُذكر.
وتُعد اللاذقية وطرطوس في مقدّمة المناطق التي فقدت عدداً كبيراً من أبنائها في صفوف قوات النظام، حيث بلغ عدد العائلات التي حضرت هذا الحفل فقط 350، وفقاً لصحيفة “الوطن”.
وبينما تعيش تلك العوائل حالة مزرية من الفقر وتدهور الوضع المعيشي، فقد منحتهم “مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين” مجرّد أوسمة “بحضور رسمي وشعبي” مع الحديث عن “الاهتمام والرعاية الكريمة التي يوليها رئيس النظام بشار الأسد لأسر الشهداء والجرحى”، وكلمات خطابية من أمين فرع حزب البعث في اللاذقية.
وعُرٍف النظام باستخفافه بقتلى وجرحى قواته، حيث أثار “تكريمه” لهم على مدى سنوات الحرب سخرية الموالين والمعارضين على حدٍّ سواء، وتنوعت الجوائز بين سحارات البرتقال وساعات الحائط، والماعز.
ويعاني عدد كبير غير معروف على وجه التحديد من جرحى قوات النظام واقعاً مزرياً مع إهمال العناية الطبية، فيما يحتاج الكثير منهم لعمليات جراحية ومعالجة فيزيائية لا يحظى بها إلا أقرباء ذوي النفوذ.
وكان “بشار اﻷسد” وزوجته أجريا زيارات شكلية إلى بيوت بعض الجرحى، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في معاقل الطائفة العلوية، لتخفيف حدّة الغضب الشعبي، لكنّ الزيارات لم تُسفر عن أية نتائج.