قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن دورية أمنية تابعة لفرع المخابرات العسكرية داهمت، اليوم الجمعة، ثلاثة شقق سكنية ضمن حي الغوطة وسط محافظة حمص، واعتقلت على إثرها خمسة أشخاص من المدنيين الذين وصلوا حديثاً من مدينة الطبقة أقصى شمال شرق سوريا بعد رحلة نزوح دامت لأكثر من عشرة أعوام.
وأضاف مراسلنا أن مخابرات النظام تعتبر عودة اللاجئين الذين اضطرتهم الحرب التي شهدتها مدنهم خلال أعوام الثورة السورية على النزوح من جحيم القصف والاعتقال “غير شرعية”، إلا في حال تقدم رب الأسرة بطلب الحصول على موافقة أمنية للسماح له بالعودة إلى منزله بعد جملة من التحقيقات التي يتم خلالها جمع معلومات أمنية تتضمن المناطق التي نزح إليها والأعمال التي مارسها خلال فترة نزوحه.
وعملت مخابرات النظام على تقسيم أحياء محافظة حمص لقطاعات بحيث ينفرد كل فرع أمني من الأفرع الأربعة بمتابعة وتدقيق أسماء العائلات التي تسكن فيه، من خلال نشر شبكة من عملائه ومخبريه الذين يعثون بين المدنيين، فضلاً عن البيانات الشخصية التي يتم تسجيلها من قبل مخاتير الأحياء كل ثلاثة أشهر بطلب من المفارز الأمنية الموجودة في كل حي على حدى.
ورصد مراسل “حلب اليوم” اعتقال مخابرات النظام لنحو 25 شخصاً من أبناء أحياء متفرقة من المحافظة، كما هو واقع الحال بالنسبة للعائدين من أحياء دير بعلبة والبياضة والخالدية والقصور منذ مطلع عام 2022 الجاري.
تجدر الإشارة إلى أن عملية إطلاق سراح المعتقلين تتم بعد إجبار ذويهم على دفع مبالغ مالية متفاوتة، وتشترط عملية إخلاء سبيلهم عقب تفييش أسمائهم بالتوقيع على تعهّد خطي بمراجعة المفرزة الأمنية المسؤولة عن الحي الذي يقطنوه بمجرد إبلاغهم من قبل مختار الحي، وفقاً لمراسلنا.