أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بتجول عناصر تابعين لـ “تنظيم الدولة” بالقرب من جبل العمور بريف حمص الشرقي بشكل علني في ظاهرة هي الأولى من نوعها منذ عام 2015، بعدما تمكنت قوات النظام والميليشيات الداعمة لها من إنهاء وجود مقاتلي التنظيم في مدينة تدمر وعدد من المواقع الاستراتيجية من حقول النفط والغاز في المنطقة.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله إن مقاتلي التنظيم استقلوا عدداً من السيارات رباعية الدفع بالإضافة لدراجات نارية تعّلوها راية التنظيم في تحدّ واضح للميليشيات التي تتلقى دعمها من إيران، والتي فرضت سيطرتها شبه المطلقة على ريف حمص الشرقي عقب انسحاب القوات الروسية ومرتزقة “فاغنر” منها نحو مطار مدينة تدمر العسكري.
وأكّد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية أن الرتل العسكري التابع لتنظيم الدولة مرّ على مقربة من حواجز التفتيش التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، والنقاط المتقدمة بعمق البادية السورية دون أن تتخذ أي إجراءات احترازية بحقهم.
وكانت قوات النظام متمثلة بالفرقة 11 والفرقة 25 بالإضافة للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا، قاموا بتنفيذ عدد من العمليات العسكرية المشتركة مع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، لتمشيط البادية السورية، وإنهاء الخطر المتمثل بهجمات مقاتلي التنظيم ضّد مواقعهم العسكرية.
مراسل “حلب اليوم” في حمص أفاد بفشل جميع الحملات التي بدأتها قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، والتي انطلقت أولى حملاتها في شهر تموز من عام 2021 الماضي، والتي تسببت بخسائر فادحة لمقاتليها على الصعيدين المادي والبشري في حين لم يتم الإعلان لغاية الآن عن أي خسائر بصفوف مقاتلي التنظيم من كلا الجانبين.
تجدر الإشارة إلى أن الظهور العلني لمقاتلي تنظيم الدولة بالقرب من جبل العمور يظهر تحدياً واضحاً من قبل التنظيم الذي تسببت هجماته بمقتل العشرات من القوات الإيرانية وقوات النظام على حدّ سواء، لفرض الهيمنة والسيطرة شبه المطلقة للميليشيات التي تتلقى دعمها العسكري واللوجستي من قبل إيران على ريف حمص الشرقي، وصولاً إلى مناطق القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية والتي يديرها حزب الله اللبناني بعيداً عن السلطات الرسمية لكلا الجانبين السوري واللبناني.