دعا “برنامج الأغذية العالمي”، أمس الأحد، إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ السوريين من مستقبل كارثي، حيث أن ملايين العائلات السورية تمضي أيامها قلقة من كيفية حصولها على الوجبة الغذائية، حسب الموقع الرسمي للبرنامج.
وحذر المدير التنفيذي للبرنامج، “ديفيد بيزلي”، من تفاقم أزمة الغذاء في سوريا جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتجاوز الـ 800% خلال العامين الماضيين، مما تسبب بوصول أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2013.
وأضاف “بيزلي”، أنه “في عام شهدت سوريا احتياجات غير مسبوقة، يتطلب التأثير الإضافي للحرب في أوكرانيا أن يتدخل المانحون للمساعدة على تجنب تقليل الحصص الغذائية أو تقليل عدد الأشخاص الذين يساعدهم البرنامج”.
في حين تفاقمت أزمة الغذاء بشكل كبير جراء الأزمة الأوكرانية، فارتفاع الأسعار الكبير الذي شهدته سوريا جاء في وقت تكافح به العائلات للتعامل مع مستويات الجوع التي ارتفعت بمقدار النصف منذ 2019، حسب “بيزلي”.
وأشار إلى أن حوالي 12 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف السكان، يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بنسبة أكبر بـ 51% عن عام 2019، إلى جانب وجود نحو 1,9 مليون شخص معرضين لخطر الجوع تزامناً مع تحول الوجبات الأساسية إلى رفاهية للملايين.
كما تُظهر بيانات عام 2021 أن واحداً من كل ثمانية أطفال في سوريا يعاني من التقزم، بينما تظهر الأمهات الحوامل والمرضعات مستويات قياسية من الهزال الحاد، مما يشير إلى عواقب صحية مدمرة للأجيال القادمة، تبعاً لـ “بيزلي”.
واستطرد بالقول: “استنفد استمرار الصراع في سوريا لأكثر من 11 عاماً قدرة العائلات السورية على التكيف والاستمرار ودفعهم لإجراء تدابير خطرة، بينها عمالة الأطفال، والزواج المبكر والقسري، وإبعاد الأطفال من المدرسة”.
وجاء ذلك مع تعرض برنامج الأغذية العالمي لضغوط أكثر من أي وقت مضى جراء انخفاض التمويل مما دفعه لتقليص حجم الحصص الغذائية الشهرية تدريجياً في جميع أنحاء سوريا، حسب “بيزلي”.
وخلال العام الجاري، حصل البرنامج على 27% من احتياجاته، وبلغ العجز 595 مليون دولار أمريكي، حيث سيضطر إلى تخفيض محتويات السلل الغذائية خلال الأشهر المقبلة في حال عجزه عن تأمين التمويل المطلوب، وفقاً للمدير التنفيذي للبرنامج.