بدأت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالعمل على إفراغ محمية التليلة بريف حمص الشرقي خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية تحت إشراف قوات الشرطة العسكرية الروسية التي دخلت المحمية بعدما اتخذت منها الميليشيات الإيرانية معسكراً لتأهيل وتدريب المنتسبين الجدد إلى صفوفها منذ منتصف العام 2019 الماضي ولغاية الآن.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بخروج عدد من السيارات العسكرية المحملة بالمعدات اللوجستية والميدانية والعسكرية من معسكر التليلة، وسلكت الطريق المؤدي إلى منطقة مهين التي تضمّ أكبر مستودعات ومخازن الأسلحة الاستراتيجية في المنطقة، والتي أحكمت الميليشيات المدعومة من قبل إيران سيطرتها على المنطقة بشكل تام عقب انسحاب قوات الشرطة العسكرية الروسية منها نحو مطار مدينة تدمر العسكري.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله إن التحركات الروسية المفاجئة في ريف حمص الشرقي، وإخلاءها لعدد من المواقع العسكرية قد يفسح المجال أمام مقاتلي تنظيم الدولة لاستغلال حالة الفوضى الحاصلة بصفوف الميليشيات الإيرانية، الأمر الذي سيسهل عليهم استهدف الأرتال العسكرية المتنقلة والدوريات الأمنية قبل الانتهاء من ترتيب اوراقها من جديد.
وأضاف المصدر أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني التي تسيطر على عدد من مستودعات مهين الاستراتيجية جنباً إلى جنب مع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قامت بنشر أربعة حواجز عسكرية على الطريق الواصل ما بين محمية التيلية ومنطقة مهين بالتزامن مع تحليق طائرتين مروحيتين من قوات النظام لضمان عدم تعرض الرتل الخارج من المحمية لأي استهداف مباغت قد يلجأ إليه مقاتلي التنظيم.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات الروسية سبق وعملت على سحب مقاتليها مع مرتزقة فاغنر من مدينة القريتين جنوب شرق حمص، ومن مستودعات مهين وزجّت بهم داخل أسوار مطار تدمر العسكري، بالوقت الذي اقتصر تواجد قواتها فيه على مناجم استخراج الفوسفات وحقول النفط بريف حمص الشرقي.