قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني استقدمت مجموعة جديدة من مقاتليها، خلال اليومين الماضيين، إلى منطقتي مهين والقريتين بريف حمص الشرقي استعداداً للمشاركة بعملية تمشيط واسعة على أطراف مستودعات مهين الاستراتيجية.
وأوضح مراسلنا أن المستودعات المذكورة باتت تضم إحدى أكبر ترسانات “الحرس الثوري” العسكرية من معدات لوجستية وصواريخ وأسلحة، تمّ العمل على نقلها من ريف حمص الجنوبي تجنباً للغارات المحتملة من قبل الطائرات الإسرائيلية.
ولفت مراسلنا إلى أن عملية التمشيط البرية التي ستطال البادية السورية ومحور مستودعات مهين الجنوبي الشرقي تهدف لإنهاء أي تهديد محتمل لهجمات مقاتلي “تنظيم الدولة”، التي استهدفت عدّة مواقع تابعة للحرس الثوري منذ مطلع نيسان الجاري، والتي تسببت بمقتل وجرح العشرات من الميليشيا المسؤولة عن حماية مستودعات مهين.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من مدينة القريتين قوله، إن خمس سيارات ناقلة للجند حطّت رحالها بالقرب من مبنى البلدية وسط القريتين، تضم ما يقارب 100 مقاتل من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وحطّت رحالها بالقرب من مبنى مفرزة المخابرات الجوية التي تديرها ميليشيا الحرس الثوري بعد ما تمّ إخلائه من مرتزقة “فاغنر” الروسية.
وأشار المصدر إلى أن الأنباء الأولية تتحدث عن إطلاق حملة تمشيط برية من قبل عناصر الحرس الثوري وميليشيا لواء فاطميون تحت دعمٍ جوي من قبل الطائرات المروحية التابعة لنظام الأسد، وأن العملية تهدف لتمشيط البادية السورية المحيطة بمستودعات مهين الاستراتيجية من الجهتين الغربية والشرقية، والتي تعتبر نقطة تجمع وانطلاق للعمليات العسكرية لمقاتلي التنظيم ضدّ مواقع وجود عناصر الميليشيات.
وتتمتع منطقة مهين بأهمية بالغة نظراً لكونها عقدة وصل بين مناطق سيطرة الحرس الثوري الإيراني شمال شرق سوريا بالبوكمال ودير الزور، وصولاً إلى مناطق سيطرة حليفها الاستراتيجي “حزب الله” اللبناني الذي يفرض سيطرة شبه مطلقة على ريف حمص الجنوبي لا سيما مدينة القصير، فضلاً عن مساحة جغرافية واسعة من منطقة القلمون الشرقي الذي يصل بين لبنان وسوريا على الصعيد الجغرافي.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة العسكرية الروسية وعناصر مرتزقة “فاغنر” انسحبت بشكلٍ مفاجئ من مدينة القريتين ومستودعات مهين أواخر شهر آذار الماضي، الأمر الذي فتح المجال أمام الميليشيات الإيرانية لاستقدام تعزيزات بشرية لبسط نفوذها بشكلٍ تام على المنطقة وسط غياب أي دور لوجود قوات النظام باستثناء نشر بعض الحواجز على الطرقات الفرعية المؤدية لريف حمص الشرقي، وفقاً لمراسلنا.