أفاد مٌراسل “حلب اليوم” في حمص بقيام مجموعة عناصر من ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بالبدء بعملية تنقيب عن الآثار في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وسط غياب الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، وعلى مرأى مرتزقة فاغر الروسية المتواجدة في المنطقة.
مصادر محلية من مدينة تدمر تحدثت لمراسلنا عن بدء نحو 100 عنصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وميليشيا فاطميون الموجودين في المدينة بحفر عدد من المواقع ضمن المدينة الأثرية، ولا سيما المنطقة المتاخمة لمعبد بلّ ومعبد بعل شمين اللذات تعرضا لدمار كبير خلال حقبة سيطرة تنظيم الدولة على المدينة في عام 2016 الماضي.
وأشار المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه إلى أن ميليشيا الحرس الثوري أنشأت خمسة حواجز عسكرية تربط الطرقات المؤدية إلى منطقة التنقيب والحفر بهدف منع أهالي المدينة من الاقتراب من مواقع التنقيب.
وفي ذات السياق نقل مُراسلنا عن أحد موظفي مديرية الآثار والمتاحف في حمص قوله: إن المنطقة الأثرية في حمص على الرغم من نهب إرثها التاريخي خلال السنوات العشرة الأخيرة من قبل عدّة جهات (مهربي الآثار- تنظيم داعش- قوات النظام- الميليشيات الأجنبية) إلا أنها ما تزال تغصّ بالآثار المدفونة بالقرب من المعابد، ولا سيما معبد بعل شمين الذي يعود تاريخه للعهد الروماني أي قبل نحو 2000 عام بحسب منظمة اليونيسكو.
مصادر “أهلية” متطابقة أكّدت لـ “حلب اليوم” أن الميليشيات الإيرانية ممثلة بـ “الحرس الثوري” أقدمت أواخر شهر شباط الماضي على سرقة مجموعة من التحف الأثرية من داخل مغارتي (هامبو، و لافنسونا) المتواجدتين في منطقة بساتين تدمر من الجهة الغربية للمدينة، وعملت على تهريبها إلى خارج سوريا عن طريق لبنان.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية عملت خلال العام الحالي على توسيع نفوذها العسكري في مناطق متعددة من ريف حمص الشرقي، ولا سيما مدينة تدمر حيث اتخذت مؤخراً من مبانيها السكنية في حي الجمعيات، والحي الغربي مقرات إقامة دائمة لعناصرها وعائلاتهم التي قامت بنقلهم من العراق والبوكمال شمال شرق سوريا إلى مدينة حمص.