حالة ترقب وحذر تعيشها مدينة “السويداء”، عقب توافد تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المحافظة مطلع شهر كانون الأول الجاري، بالإضافة إلى وضع تحصينات عسكرية بنتها “الفرقة الرابعة” على سطح المستشفى الوطني في المدينة.
التحصينات والمظاهر العسكرية على سطح المستشفى الوطني أثارت زعر الكادر الطبي، الذي تخوّف من تحويل المستشفى إلى ساحة معارك وتصفية للحسابات، في ظل جعله مركزاً للقوات الأمنية التابعة للنظام، وبالتالي تحوله إلى هدف “للمجموعات المحلية”.
قتيل باشتباكات بين “الفصائل المحلية” وقوات النظام
قتل عنصر وأصيب ضابط من قوات النظام إثر هجوم نفذته “مجموعات محلية” من أبناء مدينة “السويداء” على مراكز قوات النظام في المدينة، وجاء ذلك على خلفية توتر بدأ بعد مقتل قيادي من “القوى المحلية” على يد قوات النظام.
وليلة الثلاثاء الفائت، عاشت مدينة “السويداء” توتراً كبيراً، جراء هجوم “المجموعات المحلية” بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية على مبنى قيادة الشرطة وفرع الأمن السياسي في المدينة، حسبما ذكرت شبكة “السويداء 24”.
وذكرت الشبكة أن الهجوم كان “انتقاماً” لمقتل “شادي علبي” قائد إحدى “المجموعات المحلية” خلال اشتباكات جرت مع قوات “حفظ النظام”، إثر اعتقال شاب من المدينة يدعى “نورس أبو زين الدين” خلال وجوده في العاصمة دمشق بتهمة المشاركة بمظاهرات ضد النظام.
وأضافت “السويداء 24″، أن المواجهات أدت لمقتل عنصر من الأمن السياسي وإصابة ضابط برتبة نقيب، وتضرر بعض المباني التابعة للنظام، مشيرة إلى أن قوات النظام انتشرت على الطرق الرئيسية في مدينة “السويداء”، قبل أن تنسحب إلى مواقعها مع حلول المساء عقب الاشتباكات، مع وضع عناصر على أسطح المباني الحكومية.
التشكيلات المحلية في السويداء
وفيما يخص التشكيلات المحلية في السويداء.. تنقسم القوى العسكرية في المحافظة إلى جماعات البعض منها معارض للنظام والآخر “حيادي”، بينما القسم الثالث يؤيد نظام الأسد والأجهزة الأمنية التابعة له.
وبالإضافة إلى ذلك، يوجد تداخل في مناطق النفوذ بين هذه التشكيلات، ومن الملاحظ خلال الأعوام الماضية أن هذه التشكيلات اصطدمت مع بعضها البعض أحياناً، بينما توحدت في بعض الأحيان على جبهة واحدة، وذلك بشكل أساسي ضد تهديدات “تنظيم الدولة”، وأخيراً ضد “الفيلق الخامس” من جهة “بصرى الشام” في ريف “درعا.
ما علاقة التوتر الأخير بتعيين محافظ جديد للمدينة
ودخلت محافظة السويداء مؤخراً، مرحلة جديدة ربما “خطرة”، بعد تعيين “بشار الأسد” أحد أقربائه “نمير مخلوف” محافظاً جديداً، وأعطاه ضوءاً أخضر باستخدام القوة في المدينة وترهيب أهلها، بحسب تسريب صوتي مسرّب لأحد قياديي “المجموعات المحلية المسلحة”، يذكر فيه التوتر الأمني الذي حدث في الفترة الماضية ضمن المدينة.
وبالإضافة إلى كل ذلك، أخبر المحافظ الجديد “مخلوف” رئيس فرع أمن الدولة بأنه يريد رؤية المدنيين في السويداء “جثثاً على الأرض” وفق التسريب ذاته الذي شدد على “فرض هيبة السلطة مهما تطلب الأمر”، في مؤشّر إلى رغبة النظام بالضغط لتحقيق إخضاع جميع أبناء المحافظة بكافة الوسائل.
الجدير بالذكر أن المستشفى الوطني شهد في الأسابيع الفائتة حوادث عنف أدت لاشتباكات بين المجموعات المحلية وقوات حفظ النظام، عقب تدخل الأخيرة لاعتقال مصابين من المستشفى.