قال مراسل “حلب اليوم” في حمص، إن المدينة شهدت في الفترة الحالية ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار المدافئ مع دخول فصل الشتاء، حيث تخطى سعر المدفئة الواحدة المرتّب الشهري للموظف الحكومي، إذ تراوح ما بين 85 و135 ألف ليرة سورية.
وأشار مراسلنا إلى أن الأهالي بدؤوا بالبحث عن بديلٍ للمدافئ الجاهزة، واتجهوا إلى محلات بيع “المستعمل” والأسواق الشعبية للحصول على أسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية، في حين انتشر بأسواق مدينة حمص وريفها مؤخراً محلات تهتم بتصنيع مدافئ الحطب من الخرداوات نظراً لارتفاع سعر المازوت الذي بلغ 3100 ليرة لليتر الواحد.
“محمد عباس” موظف حكومي قال في حديثه لمراسل “حلب اليوم”: باتت مسألة التدفئة على المحروقات من أعلى الرفاهيات بالنسبة لشريحة واسعة من سكان مدينة حمص، بسبب حالة الفقر، والبطالة بين الشباب الأمر الذي لا يمكن إخفاؤه، ناهيك عن ارتفاع سعر المحروقات بشكلٍ لا يمكن تقبله من قبل طبقة الموظفين، أو العمال على حدٍّ سواء.
وأضاف “عباس” أن معظم أرباب الأسر اعتمدوا خلال الأعوام القليلة الماضية على التدفئة على الحطب، ومخلفات عصر الزيتون “التمز”، وذلك نظراً لانخفاض سعره مقارنة مع المحروقات، وغياب الكهرباء بشكلٍ شبه تام، والتي كنا نعتمد بعض الأحيان للتدفئة عليها.
وبحسب الجولة التي أجراها مراسلنا في أسواق حمص، فقد ارتفع سعر طنّ الحطب مع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب من قبل الأهالي ليصل إلى 650 ألف ليرة للطن الواحد من شجر اللوز، و575 ألف ليرة لحطب شجر الزيتون، بينما بلغ سعر طن التمز أو البيرين 700 ألف ليرة للطن الواحد.
من جهتها، “أم عمر” واحدة من النساء اللواتي يعملن على تربية بعض الأيتام، قالت إن معيشتها تتركز على المساعدات التي يقدمها بعض أهل الخير من جيرانها، وأنها لا تفكر بالحصول على الحطب، أو المحروقات بشكلٍ نهائي بسبب الغلاء، وأنها بدأت برحلة البحث عن بعض الألبسة المهترئة الملقاة بالشوارع لتعينها بعض الشيء على كسر البرد خلال فصل الشتاء القادم.
تجدر الإشارة إلى أن حكومة النظام أعلنت مطلع شهر آب الماضي، عن بدء عملية توزيع مخصصات الأهالي من مازوت التدفئة عبر البطاقة الذكية، إلا أن المئات من العائلات لم تتمكن لغاية الآن من استلام مخصصاتهم على الرغم من انطلاق عملية التوزيع منذ ما يقارب أربعة أشهر.