حصلت حلب اليوم على معلومات خاصة من داخل “سجن عدرا المركزي” الكائن في ريف دمشق كشفت خلالها عن الانتهاكات بداخله بحقّ المعتقلين.
وكشفت مصادر على صلة بالمعتقلين لحلب اليوم عن وجود سباق بين الضباط لتولي شؤون أجنحة دون سواها داخل السجن، وذلك بعد الأخذ بعين الاعتبار نوع الجرم الذي تضمّه تلك الأجنحة، وأوضحت المصادر بأن معظم الضباط يحركون واسطات على مستوى عالي ضمن وزارة الداخلية المسؤولة عن السجن بشكل مباشر للوصول إلى الجناح السادس (تزوير) والجناح الثالث (احتيال) والجناح الخامس (سرقة) نظراً لكمية الأموال الكبيرة بحوزة معتقليه.
إيجار السرير بـ 20 ألف ليرة أسبوعياً:
وقال أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً إن الداخلين الجدد إلى سجن عدرا يحتاجون لفترة تتجاوز 5 أشهر للحصول على سرير داخل الغرف ضمن الأجنحة، الأمر الذي ينتهزه عناصر المفارز على أبواب الأجنحة لمفاوضة المعتقلين من أجل النوم على الأسرّة بالتنسيق مع أصحابها من المعتقلين القدامى.
وأضاف: يبلغ إيجار السرير في الأسبوع الواحد 20 ألف ليرة سورية، أو 80 ألف عن الشهر الواحد، وهو ما يعادل إيجار شقة سكنية مفروشة خارج السجن، ويتم تقاسم المبلغ مع عناصر المفرزة الذين يقدمون جزءاً كبيرا من المبلغ للضابط المشرف عن تسيير شؤون الجناح.
كما يعمل الضباط المشرفين على الأجنحة لتوظيف بعض المعتقلين لفتح “بسطات” لبيع الخرز والدخان وتكون أرباحها مناصفة بعدما يتم تسهيل عبور البضاعة من خارج السجن إلى داخله بمساعدة العناصر الذين يتلقون أوامرهم من الضباط الأعلى رتبة.
وعلى الرغم من قيام إدارة السجن المركزي بتحديد أسعار السلع المباعة ضمن ندوات الأجنحة، إلا أن غياب المستلزمات (عن قصد) من قبل الضباط المشرفين فتحت الباب أمام أصحاب البسطات المنتشرة في الأجنحة للبيع بأسعار مضاعفة للمعتقلين الذين لا يوجد أمامهم خيار سوى الشراء منها.
الوظائف والورشات الخدمية:
أتاحت الجمعية العامة لرعاية المساجين في سجن عدرا الفرصة أمام المعتقلين للعمل داخل السجن، وذلك من خلال الإعلان عن طلب توظيف عمال بعدد من المهن كالخياطة والحلاقة والطهي وصناعة الحلويات، فضلاً عن أعمال الميكانيك والنجارة وصولاً إلى عمال النظافة، وذلك لقاء إعطائهم راتب شهري لا تتعدى قيمته 10 آلا ليرة ” 3 دولار أمريكي للمعتقل.
الحصول على وظيفة ليس بالأمر السهل داخل السجن إذ أن المتقدم يحتاج إلى موافقة مسبقة من قبل مشرف جناحه والضابط المسؤول الذي لا يقبل بالموافقة على الطلب إلا بعد الحصول على مبلغ مالي يصل مقدراه في بعض الأحيان لأكثر من 100 ألف ليرة سورية للطلب الواحد.
الحوالات المالية باب آخر للسرقة:
رفع القسم المالي داخل سجن عدرا مؤخراً قيمة الحوالات المالية التي يتم إيداعها من قبل أهالي المعتقلين لأبنائهم، حيث وصلت إلى مبلغ 40 ألف ليرة سورية بشكل أسبوعي بعدما كانت تقتصر على 25 ألف قبل أن تتدهور قيمة العملة السورية أمام الدولار.
وعلى الرغم من رفع قيمة الحوالات للضعف إلا أن المبلغ وبحسب شهادات من داخل سجن عدرا لا يكفي سوى لأيام قليلة، حيث أوضح عدد من المعتقلين لذويهم أثناء الزيارات بأن سعر لتر الزيت النباتي يبلغ 10 آلاف ليرة سورية وسعر البيضة الواحدة 400 ليرة، وسعر علبة السجائر تتراوح من 1700 إلى 3000 ليرة، الأمر الذي يدفعهم للتنسيق مع العناصر والضابط المناوب على شبك الزيارة للسماح لهم باستلام أموال من ذويهم مقابل إرضائهم برشوة مالية لغض الطرف عن عملية الاستلام والتسليم.
توظيف مخبرين داخل السجن:
لا يقتصر سجن عدرا المركزي على المعتقلين المناهضين لنظام الأسد والذين تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب، حيث يضم السجن أجنحة للمتهمين بالاغتصاب والخطف والقتل كما هو الحال بالنسبة لموقوفي الجناح السابع والعاشر.
وبحسب معلومات حصلت عليها حلب اليوم فإن ضباط السجن يستغلون علاقتهم مع موقوفي الجنح الأخلاقية، لرصد أي تحرك في جناح الإرهاب ونقله للمفرزة الأمنية.
ويضم سجن عدرا المركزي اثنا عشر جناحاً بالإضافة لجناح المخدرات المنعزل عن المبنى الرئيسي، ويوجد في السجن حالياً ما يقارب 14 ألف معتقل من الذكور بينهم أحداث دون الثامنة عشر من العمر، إضافة إلى سجن النساء الذي يضم نحو 1600 امرأة.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل 14338 مدنياً تحت التعذيب في سجون النظام بينهم 173 طفلاً و 74 سيدة منذ عام 2011 وحتى حزيران 2021.
