مع استمرار التدهور الكبير الذي تشهده الليرة السورية أمام سعر صرف الدولار الأمريكي، وباقي عملات القطع الأجنبي في مناطق سيطرة الأسد، انهارت الحياة المعيشية للمواطنين في تلك المناطق بشكل لم يعد يطيقه الكثير من الناس، وبات أغلبهم يقف عاجزاً بشكل تام عن تأمين مستلزمات أسرته الرئيسية.
تحتاج الأسرة عشرة آلاف ليرة يومياً كحدّ أدنى:
وبحسب ما أفاد مراسل حلب اليوم في حمص فقد استفاق الأهالي على ارتفاع جنوني، وغير مسبوق لأسعار السلع الغذائية، والاحتياجات التي تتطلبها كل أسرة بهدف الحصول على قوت يومها فقط، بعيداً عن أدنى مقومات الرفاهيات والكماليات، حيث بلغ سعر لتر الزيت النباتي الواحد 8600 ليرة سورية، وكيلو السكر 2300 ليرة، بينما بلغ سعر كيلو الأرز (الأونروا) المخصص للتوزيع بشكل مجاني على الأهالي 1800 ليرة سورية.
التخبط الكبير بحسب ما أفاد أهالي حي كرم الشامي وسط محافظة حمص لـ ‘‘حلب اليوم‘‘ يعود بشكل رئيسي للارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار الذي تجاوز حاجز الـ 4000 ليرة مساء أمس الثلاثاء، وساهم معه تسلط التجار على رقاب المدنيين في ظل تغاضي وزارة التموين، وموظفيها عن ملاحقتهم، بينما حكومة الأسد تتخذ وضع المزهرية دون أي تحرك يذكر للتخفيف من معاناة المواطنين.
اللحوم تواصل ارتفاعها.. المواطن عينه للنظر فقط:
وفي ذات السياق شهدت أسعار اللحوم ارتفاع بالأسعار هي الأخرى حيث بلغ سعر كيلو لحم الضأن 20000 ل.س وسعر لحم كيلو العجل 26000 ل.س بينما وصل سعر كيلو (الفروج) إلى 10000 ليرة سورية.
محمود. س موظف حكومي تحدث لقناة حلب اليوم بأن راتبه الذي يتقاضاه بعد خدمة 15 عاماً لا يكفيه لأسبوع واحد في تسيير شؤون أسرته، إذّ أن الراتب يبلغ 45 ألف ليرة أي ما يعادل ثمن كيلو ونصف من اللحمة فقط، موضحاً في الوقت ذاته إلى انه استغنى عن الكثير الكثير من الأشياء التي اعتاد في السابق شراءها، كما هو الحال بالنسبة للحوم، والفواكه، والمكسرات، وبات جلّ اهتمامه هو الحصول على ربطة خبز إضافية ليسد فيها جوع أطفاله الأربعة.
طريف الأخرس أقصى منافسه لينفرد باستيراد السكر:
إلى ذلك أجرت قناة حلب اليوم لقاء مقتضباً مع أحد بائعي الجملة في حي كرم الشامي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية قال خلاله: لسنا سُعداء البتة بهذا الغلاء الفاحش، وارتفاع الأسعار ليس مسؤوليتنا فنحن مهما بلغنا من الكبر فهناك رجال أعمال يُديرون التجارة على مستوى سوريا، وبالطبع هم من المقربين للنظام الحاكم كما هو واقع الحال بالنسبة لسعر السكر الأوروبي الذي يقوم باستيراده ‘‘طريف الأخرس‘‘ أحد أقرباء أسماء الأسد، وذلك بعد إقصاء أبرز منافسيه المدعو محمد نجيب العساف صاحب الشركة الوطنية للسكر في حمص.
توقف معظم المعامل في مدينة حسياء الصناعية والمستفيد!
وأفاد (التاجر) إلى أن العديد من معامل تصنيع، وتغليف المعلبات، والمواد الغذائية المتواجدة في المدينة الصناعية في حسياء قد أعلنت عن توقف انتاجها بسبب انقطاع الكهرباء الذي فرضته الحكومة على المدينة التي كان لها الدور الأبرز في تثبيت أسعار المواد الغذائية على مستوى حمص، وارتفاع سعر المحروقات الذي بلغ 1300 ليرة للتر الواحد، والذي صبّ بدوره بمصلحة رجال الاعمال المتنفذين، والمُقربين من نظام الأسد، إذّ عملوا على استيراد المواد المطلوبة بشكل غير قانوني من الدول المجاورة كـ لبنان والأردن، ومن ثم طرحوها بالسوق بأسعار مضاعفة.
وتجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار بلغ اليوم 4000 ليرة سورية، وعلى الرغم من ذلك يتوافد العشرات من التجار بشكل لافت إلى السوق السوداء لشراء الدولار تخوفاً من انهيار أكبر لليرة السورية خلال الأيام القادمة.