في سابقة هي الأولى من نوعها أعلنت مجموعة من الفتيات في محافظة حمص عن افتتاح مكتب (تكسي) لخدمة زبائنها من الإناث فقط، في محاولة منهن لكسب المال، والودّ أولاً، ومن ثم إخراج النساء مما اسموها قوقعة الشوفيرية وسائقي التكاسي من الذكور.
وبحسب مراسل حلب اليوم في حمص فقد لاقت الفكرة استحسان، ونقد في ذات الوقت بين أوساط المجتمع المدني، حيث أيد قسم من الأهالي هذه الخطوة مشجعين الفتيات على إقدامهن نظراً لغياب المعيل عن أكثرهن بسبب ظروف الحرب التي تشهدها سوريا، بينما انتقد القسم الأخر الفكرة، معللين موقفهم بأن المرأة غير قادرة على مواجهة ظروف المهنة الصعبة من أعطال في الطرقات، وغيرها من المواقف التي يعجز السائقين في بعض الأحيان عن تجاوزها.
علي عمار سائق تكسي في حمص قال لحلب اليوم: أزاول مهنة القيادة منذ عشرين عاماً، ولا أزال أعاني من مصاعب المهنة على الرغم من إلمامي بأغلبها، من المؤكد أن المهنة ستكون مزاولتها كارثية بالنسبة للمرأة، لا سيما الوقوف على طوابير البنزين، ومخالفات المرور، وغيرها من المنغصات التي ستمرّ بهن خلال عملهن.
بدوره أيّد السائق خالد محمد ذو الأربعين عاماً الخطوة التي وصفها بالجريئة للسائقات، موضحاً خلال حديثه لحلب اليوم أن ما يحّدث من تخبطات وتبادل للأدوار بين مهام الرجل، والمرأة يعكس الحالة المأساوية التي يمر بها المدنيين في ظل حكومة الأسد التي تثبت عجزها يوماً بعد يوم عن تأمين متطلباتنا.
مردفاً: معظم شباب ورجال المنطقة باتوا إما في الجيش، أو في السجون، أو تم تهريبهم من البلاد خشية الدخول في إحدى المتاهتين، الأمر الذي وضع نسائهم في حالة مواجهة حقيقية للوضع المأساوي الذي تمر بها البلاد.
وبحسب ما رصد مراسل حلب اليوم فقد انهالت التعليقات ذات الحس الفكاهي على الخبر كما هو الحال في تعليق أتى بالقول: “مافي وفا.. دوبلني واختفى”، وكذلك تعليق أخر: جهزوا المشافي الحوادث رح تكتر بحمص.
وكان مكتب التكسي المسمى بخدمة (على عيني) قد أدرج قائمة خدماته على مدار الـ 24 ساعة لزبائنه من الإناث، إضافة لتجهز العرائس أيضاً، وتجهيز موكب العرس من سيارات ومعدات.