يَتحضّر السكان في سوريا خلالَ اليومينِ القادِمين لاستقبالِ أحد المنخفضات الجوية التي ستكون هي الأقسى منذ أعوام بحسب ما نشرت مُديّرية الأرصاد الجوية مساء أمس الخميس، الضيف سيكون ثقيلاً على الأهالي الذين يعانون من ظروف معيشية هي الأصعب ضمن مناطق سيطرة الأسد منذ اندلاع الثورة السورية.
مراسل حلب اليوم في حمص أفاد عن ارتفاع أسعار المحروقات ضمن مدينة حمص وريفها بشكل جنوني منذ مطلع شهر شباط الجاري، حيث وصل سعر ليتر لمازوت لـ 1400 ليرة سورية، في حين يصل معدل الاستهلاك اليوم للعائلة الواحدة نحو 5-7 لترات أي ما يعادل 10000 ليرة سورية مصروف للتدفئة، في الوقت الذي يعجز فيه أرباب الأسر عن تأمين متطلباتهم الأساسية من مأكل ومشرب.
التدفئة من الرفاهيات وهناك ما هو ألزم للأسرة:
وبحسب ما أفاد أبو عماد الحصني 42 عام من أبناء حي باب الدريب لقناة حلب اليوم فإن المواطن في هذه الحقبة التي تمر بها البلاد استغنى عن الكثير من المستلزمات، وبات يعتبرها من الرفاهيات، كما هو الحال بالنسبة لمحروقات التدفئة التي خفضت حكومة النظام مخصصاتها مؤخراً من 100 لتر إلى 60 لتر يتم تعبئتها عبر البطاقة الذكية.
وأردف ’’الحصني’’ مُعّظم العائلات التي نجحت باستلام مخصصاتها من وقود التدفئة قامت ببيعها للسوق السوداء حيث يتم دفع 400 ليرة للتر الواحد المستلم من المراكز الحكومية في حين أن تسعيرته التموينية لا تتعدى الـ 180 ليرة وهي إحدى عمليات التشبيح العلني التي اعتدنا (مضطرين للأسف) على أن يتم ممارستها بحقنا.
سعر طنّ الحطب يتجاوز 310 ألاف!
وفي ذات السياق أشار مراسل حلب اليوم إلى أن الارتفاع الذي شهدته المحروقات تزامن مع ارتفاع أسعار الحطب التي شهدت إقبالاً عليها حيث وصل سعر الطنّ الواحد من حطب اللوز إلى 310 آلاف ليرة، في حين سجل سعر طنّ مخلفات عصر الزيتون (التمز) لـ 275 ألف ليرة سورية.
الفقر يعيد الزمن للوراء ويعصف بالمدنيين:
بدورها قالت أم محمد التي دخلت في العقد الخامس من العمر لحلب اليوم: “لدي ثلاثة أطفال أيتام استشهد والدهم خلال المعارك التي شنتها قوات الأسد على أحياء حمص القديمة في العام 2013 ما دفع زوجته للتخلي عن أبناءها وتركتهم عندي، ذقت مرارة العيش خلال الأعوام الماضية قبل أن أستقر حالياً في إحدى القرى الريفية”.
وأضافت ’’ أم محمد’’ بلغ سعر أسطوانة الغاز في المنطقة 27 ألف ليرة وهو مبلغ من الصعب تأمينه على من هم بمثل بحالتي، بل أصبحنا نرى هذه الأشياء من الرفاهيات الزائدة، والتي من الممكن الاستغناء عنها، الأمر الذي دفعني للعمل على (الموئدة) وهي طريقة بدائية يتم من خلالها طهي الطعام لأحفادي.
وكانت الفرقة الرابعة التي باتت تسيطر على معظم مفاصل الحياة في محافظة حمص ألزمت جميع التجار وبائعي الحطب بضرورة مراجعتهم للحصول على ترخيص من قبلهم، وذلك بعد أن يتم جمركة ما لديهم من بضائع، وفرض أتاوات عليها، والمخالف للقرار يخضع للتحقيق ضمن مكتب ما يسمى (أمن الرابعة) والذي قدّ تصل عقوبته للغرامة المالية والسجن.
وتجدر الإشارة إلى أن مُديّرية الأصاد الجوية في سوريا قد حذّرت من المنخفض الجوي الذي سيضرب البلاد، معلنة أنه سيكون مصحوب بموجات من الصقيع والجليد، بالإضافة لهطولات مطرية وصفت بالغزيرة.