أعلن رجل الأعمال السوري المعارض “فراس طلاس” عن تأسيس حزب سوري قال إنه جاء بعد “تحضير طويل”، تعلم فيه مع مؤسسي الحزب الجديد من “نجاحات الدول الأخرى”.
وقال “طلاس” في منشور عبر حسابه في فيسبوك اليوم الأحد: “سأعلن أنا ومجموعة من الشباب والصبايا السوريين عن تأسيس حزب هو الحزب الوطني السوري، الذي كان نتيجة تحضير طويل، تعلمنا فيه من فشلنا وفشل الآخرين، ومن نجاحات الدول الأخرى”.
وأضاف: “سنبدأ بمناقشة المهتمين ليكونوا معنا عبر جلسات حوارية نتعرف فيها على بعض، وسنبدأ العمل من الداخل السوري غير الخاضع لسيطرة الأسد كبداية، مع تغلغلنا العميق في كل الأماكن التي يتواجد فيها السوريون، بما في ذلك السوريون في مناطق النظام وفق آلية سرية”.
وطلب رجل الأعمال المعارض من السوريين المشاركة في ما وصفه بـ”طريقنا الطويل لبناء سوريا”، مؤكداً أنهم سيطرحون قريباً رؤيتهم السياسية والاقتصادية.
واستطرد طلاس، “يؤمن أعضاء الحزب الوطني السوري أن الحرية قيمة عليا، يجب أن يعملوا ثقافياً وسياسياً وقانونياً لتتجسّد في سلوك كافة أفراد المجتمع تعبيراً وممارسةً، لا يقيّدها إلا شرط وحيد هو عدم التعرض بالأذى المادّي والمباشر للدولة أو المجتمع أو أفراده”.
وحسب منشور “طلاس”، فإن أعضاء الحزب الوطني السوري، يتبنون كافة المبادئ المتضمّنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته الأمم المتحدة بتاريخ 10كانون الأول 1948.
ويتبنى أعضاء الحزب الوطني السوري مفهوم المواطنة والتساوي الكامل بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات وتساويهم أمام القانون بعيداً عن أية اعتبارات أخرى، كما يؤمنون أن مبدأ الأكثرية والأقليات على صعيد الدولة هو مبدأ مقترن فقط بالأكثرية والأقليات البرلمانية.
ومن الأفكار التي يؤمن بها أعضاء الحزب الوطني السوري المساواة التامة بين الذكر والأنثى في الحقوق، والتكامل في الواجبات، وبضرورة العمل على تأهيل المجتمع في هذا الاتجاه وتعزيز الظروف والشروط اللازمة لتمكين دور المرأة وحضورها في الدولة والمجتمع، على حد قول “طلاس”.
ويعتبر أعضاء الحزب الوطني السوري أن الدول والسياسات والعقائد هي كلها مفاهيم ظهرت من أجل الإنسان وتتمحور حوله، وأن بوصلة الوطنية والعمل الوطني هي العمل من أجل مصلحة الإنسان وحقوقه في الحياة والحرية والكرامة والرفاه، وعلى ذلك فإن رؤية الحزب لشكل الدولة وطبيعة سياساتها الداخلية والخارجية تنبثق عن هذه القناعة.
كما يؤمن أعضاء الحزب الوطني السوري أن المشرّع في الدولة هو الإنسان، عبر الآليات الديموقراطية، وكل إنسان حر في خلفيته المعرفية التي ينطلق منها في التشريع واتخاذ القرارات، دون تثقيل مرجعيته أو فرضها على الآخرين تحت أية ذريعة كانت، وفق “طلاس”.
ومن المبادئ التي يتبناها الحزب أنه لا يجوز لأية إيديولوجيا دينية أو غير دينية أن تلعب دوراً شمولياً أو وصائياً على الدولة أو المجتمع أو الأفراد، كما لا يحق للدولة كسلطة تنفيذية أن تتدخل لا إيجاباً ولا سلباً في الجانب العقائدي من حياة الناس، اعتقاداً أو ممارسةً أو دعوة، ضمن نطاق الحرية الواسع الذي لا يحدّه إلا التسبب بالأذى المباشر للمجتمع أو أفراده.
ويؤكد الحزب الوطني السوري على أن تمكين المواطنة والإعلاء من شأن الهوية الوطنية لا يعني بشكل من الأشكال طمس الهويات الثقافية أو الدينية أو القومية، بل يعمل أعضاء الحزب لتتمكن الجماعات والمكونات السورية المختلفة من التعبير عن ذاتها بحرية، حسب منشور “طلاس”.
ويؤمن أعضاء الحزب الوطني السوري – وفق طلاس – بحق الناس في الملكية الفردية، وبضرورة العمل لتكون حرية التملك مصانة دستورياً وقانونياً.
الجدير بالذكر أن “فراس طلاس” كشف في منشور لاحق أن انطلاق الحزب الجديد سيكون من الشمال السوري، وعدة مناطق أخرى في سوريا، مبيناً أنه سيكون للحزب مكاتب تمثيل في الخارج، ولكنها ستكون مكاتب تمثيل للحزب وليست مكاتب رئيسية للحزب، فالحزب سوري، ومقره في الداخل، وفق ما أكد رجل الأعمال المعارض.