ثمان سنوات مرت على اعتقال الشيخ الفقيه “يوسف هنداوي”، مدير الجامع الأموي الكبير في حلب، وأستاذ مادة الفرائض في الثانوية الشرعية (الخسروية) وعضو دار الإفتاء في محافظة حلب.
اعتقل الشيخ في الرابع من أيلول عام 2012 ومازال مصيره مجهولاً حتى يومنا هذا.
وأرجع موقع “عكس السير” في تحقيق نشر عام 2013 ونقلته “رابطة العلماء السوريين” حينها، أنه عند خروج الشيخ “هنداوي” من المسجد الأموي المكلف بإدارته، وجد في ساحة المسجد عناصر من جيش النظام يتناولون الخمر، وبحسب الموقع فإن ذلك أزعج الشيخ الفقيه وخاطب الموجودين بأن ما يفعلونه انتهاك لحرمة بيت الله، لكن الرد كان قاسياً على الشيخ.
بعدها ذهب الشيخ “هنداوي” إلى مكتبه لقضاء بعض الأعمال، وتواصل مع محافظ حلب التابع لحكومة النظام وكان حينها “وحيد عقاد” وقال له الأخير أن “الامر هذا مرفوض تماماً و سيتم التوجيه لحل المشكلة فوراً”.
بعد تلك الحادثة اعتقل الشيخ وتوضح لاحقاً بحسب “عكس السير” أن الجهة المعتقلة هي المخابرات الجوية.
الشيخ “هنداوي” لم يكن موالياً للنظام، كما أنه لم يكن راضياً عن الظلم، وأثار اعتقاله موجة من الرفض بين الأوساط الدينية في مدينة حلب بحسب رابطة علماء سوريا.
من هو الشيخ “يوسف هنداوي”؟
هو مدير الجامع الأموي الكبير في حلب، وأستاذ مادة الفرائض في الثانوية الشرعية (الخسروية) وعضو دار الإفتاء في محافظة حلب وخطيب جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، وصاحب مجالس ودروس الفقه، لقبه طلاب العلم في مدينة حلب “ابن عابدين الصغير”،و شهد له بالعلم معظم فقهاء حلب وعلى رأسهم مفتي حلب السابق الشيخ “إبراهيم سلقيني”، وكان لا يأتمن أحداً غير الشيخ “يوسف” على الفتوى عندما كبرت سنه.
وصفه بعض أهالي حلب بأنه الفقيه الحنفي الأول في المدينة، بحسب موقع “رابطة العلماء السوريين” ولفت الموقع أن الشيخ هو تاجر “متوسط الحال” يمشي في الأسواق ويحل مشاكل التجار في معاملاتهم، ويوجه طلابه للاحتراف في مهنة تكون لهم عوناً على أمور دنياهم ليكونوا أحرار الكلمة لا تقيدهم حاجتهم لرواتب الأوقاف ولا لغيرها.
يشار إلى أن الشيخ مصاب بمرض السكري والضغط، و خضع لعملية جراحة القلب المفتوح قبل فترة من اعتقاله.