خاص حلب اليوم
تكثف الميليشيات الأجنبية المساندة للنظام من أنشطتها خلال “المناسبات الدينية” والاجتماعية في المناطق التي تنشط فيها، وتستغل الأوضاع المتردية، التي تمر بها هذه المناطق لفرض أجنداتها السياسية والعسكرية والطائفية أيضاً.
ولعلّ من أهم المناسبات التي تعوّل عليها هذه الميليشيات على اختلاف جنسياتها “الإيرانية، الأفغانية، العراقية، اللبنانية”، هو يوم “عاشوراء”، وهو عاشر أيام شهر محرم من العام الهجري، والذي يعتبر يوماً للحزن وإقامة مراسم العزاء بمقتل “الإمام الحسين” عند أتباع الطائفة “الشيعية”.
بيئة خصبة سمادها الأوضاع الاجتماعية والمعيشية الصعبة
قال الأستاذ “ياسين الذيابي” (فضل التعريف عنه بهذا الاسم لوجوده في دمشق) المهجّر من بلدة “الذيابية”، إنّ المناطق التي تنشط فيها الميليشيات والمؤسسات الأجنبية ذات الأجندات العسكرية والسياسية والدينية تعاني من ظروف اجتماعية واقتصادية ومعيشية سيئة جداً، وهي من أكثر المناطق تهميشاً بما يخص تقديم الخدمات والدعم الحكومي اللازم، معتبراً أنّ هذا الأمر يُخَطط له على مستوى كبير بين النظام الذي يحتاج للدعم عسكرياً من هذه الميليشيات، وإيران التي تريد توسيع نفوذها وفرض نفسها لا سيما أمام روسيا، في ظل التنافس الدولي على مناطق سيطرة النظام.
وأوضح “الذيابي” أنّ إهمال حكومة النظام لمناطق “ريف دمشق الجنوبي” على الرغم من تجنيده العديد من الأشخاص فيها لمواجهة ثورة السوريين، يسهّل من عمل المؤسسات “البديلة” التابعة لهذه الميليشيات ويظهرها على أنّها المخَلِّصة لمعاناتهم، حيث يتم منح رواتب لذوي قتلى النظام والميليشيات شهرياً، كما يتم تنفيذ حملات إغاثية مستمرة لدعمهم، ناهيك عن الاهتمام بالمناسبات الاجتماعية والدينية بشكل خاص لكونها تشكل عصباً عاطفياً هاماً في سياساتها المتبعة، وفق قوله.
الأطفال الضحية المفضلة والهدف الرئيس
أشار الأستاذ “الذيابي” إلى أنّ مؤسسات تعليمية رديفة للميليشيات النشطة في مناطق جنوبي دمشق (السيدة زينب، البحدلية، الذيابية، وحجيرة)، تولي الأطفال اهتماماً كبيراً وتركز على صقلهم وتنشئتهم على مبادئها، من خلال تقديم مناهج إضافية للمناهج الدراسية الرسمية، وتخصيص ساعات دوام إضافية لهم مقابل حصولهم على بعض الإضافات، مثل وجبة الطعام والتسالي والأنشطة الرياضية.
وأكدّ الأستاذ المهجّر من المنطقة أنّ “مركز فقه الأئمة الأطهار” الديني، و”الحوزة العلمية الزينبية”، ومدرسة “الشهيد قاسم سليماني”، من أبرز مراكز هذه الميليشيات في مدينة “السيدة زينب”، المعقل الرئيس لها ومركز النشاط والثقل في المنطقة، حيث تعمل على استقبال أكثر من 3000 طفل على مدار العام، غالبيتهم من الذين فقدوا آباءهم في المواجهات العسكرية بين هذه الميليشيات وفصائل الثوار في مناطق مختلفة من البلاد.
“جهاد البناء” واستغلال عطالة الشباب
تنفذ مؤسسة “جهاد البناء” النشطة في المجال الخدمي مشاريعها الإصلاحية للعديد من الشوارع والأبنية، كما تهتم بالمراقد الدينية، حيث نفذت مؤخراً توسعة “لمقام السيدة زينب”، على الرغم من عدم حصولها على الموافقات الحكومية اللازمة لذلك، كما قامت بطلاء العديد من جدران المدينة بعبارات “طائفية”، وقامت بإصلاح بعض الشوارع والأرصفة.
وبحسب أحد سكان المدينة _رفض التصريح عن هويته بسبب الظروف الأمنية_ فإنّ المؤسسة تمنح الأفضلية في العقود لذوي المتطوعين مع الميليشيات المقاتلة، وذوي القتلى منهم، حيث يتم تأمين فرص عمل لهم مقابل حصولهم على رواتب تصل إلى 150 دولار أمريكي، بالإضافة لسلال غذائية بشكل دوري.
دمشق الأمويين..مناطق حيوية وأنشطة علنية
ورصد مراسل “حلب اليوم” في دمشق ازدحاماً في سوق “الحميدية” وبالقرب من المسجد “الأموي”، حيث بدأت وفود من “الحجاج” الإيرانيين والعراقيين، وبعض المقاتلين بالتوافد إلى “المسجد الأموي”، ومسجد السيدة “رقية” في شارع “العمارة”، لإقامة مراسم “عزاء الحسين” فيهما، حيث يعتبران من المعالم الهامة التي يقصدونها بشكل مستمر.
وأوضح المراسل أنّ المجموعات تقوم بطقوس اللطم والصراخ بشكل علني في الأسواق وقرب المسجد، حيث يقوم بعض الإداريين الموجودين معهم بالحديث إليهم باللغة الفارسية، وسط حالة من البكاء والعويل بصوت مرتفع، ما أثار حفيظة معظم أصحاب المحال التجارية والمارة من أبناء المنطقة الأصليين.
يذكر أن موقع “صوت العاصمة” المحلي نشر صوراً تظهر تحضيرات “غير مسبوقة” في “شارع الأمين” المسكون من أغلبية “شيعية”، حيث تم تعليق لافتات سوداء كبيرة على طول الشارع، مع التجهيز لإقامة تجمعات جديدة اليوم في المنطقة.