قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها إن المعركة الأخيرة بين رامي مخلوف وبشار الأسد تعكس مدى الصراع على السلطة في سوريا ما بعد الحرب إذ تتنافس روسيا وإيران ونظام الأسد في السيطرة على البلاد.
وأشار التقرير إلى ان روسيا بدأت تغير استراتيجيتها في سوريا بعدما اصطدمت بقوة الوجود الإيراني في سوريا، فبدأت بدمج الميليشيات في قوات النظام، ومن بينها ميليشيا “قوات النمر” التي كان يشرف عليها رامي مخلوف، حليف إيران، بوحداتها الـ24، وكانت موسكو حريصة بعد ضمها أن يكون للنظام اليد العليا على هذه الوحدات وبالتالي تحييد دور مخلوف.
وبعد تغيير اسمها للفرقة 25 للقوات الخاصة، تم اختيار أفرادها بعناية وقامت موسكو بتدريبهم، وبذلك عززت من قوة الوحدات القتالية العاملة تحت قيادة الأسد، والأهم من ذلك أنها منعت طهران من استخدام “قوات النمر” عبر مخلوف لبناء معقل عسكري موازٍ لقوات النظام.
وبحسب التقرير فإن بوتين أمر الأسد بتغيير كبار الضباط واعتماد الخطط العسكرية التي يقرها الجيش الروسي. كان هدف روسيا، هو بناء جيش خاضع للأسد لكن تقوم هي بتوجيهه، بحسب تقرير الصحيفة.
وأضاف التقرير أن بشار الأسد أمر باعتقال اللواء غسان بلال رئيس مكتب شقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة وحليف إيران. وكانت إيران قد اقترحت أن يتولى رئاسة الاستخبارات العسكرية لكن روسيا عارضت هذه الخطوة.
وأكد تقرير الصحيفة ان هناك صراع إيراني روسي أيضاً على المكاسب الاقتصادية، حيث تشير الصحيفة إلى أن موسكو تسعى لطرد إيران من مشاريع إعادة إعمار سوريا وتريد تسريع خروجها هي وحزب الله من سوريا كونهما عقبة في إعادة الإعمار بسبب العقوبات المفروضة عليهم.
ولفت الصحيفة إلى الغارات الإسرائيلية على مواقع الإيرانية تتم بموافقة روسية وبالتنسيق مع روسيا أيضاً، كما أن روسيا استبعدت إيران من اتفاق إدلب الأخير ولم تشركها في شيء.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا ومن أجل تنفيذ مخططها وزيادة الضغط على الأسد لتنفيذه طالبته ببعض النفقات ونظراً إلى أنه لا يملك المال استعان برامي مخلوف لسداد ثلاثة مليارات دولار طلبتها روسيا.
وتابعت الصحيفة أنه وعندما قال مخلوف إنه لا يمتلك هذا المبلغ، قدمت روسيا للأسد مقاطع فيديو تظهر مدى الرفاهية التي يعيشها أبناؤه، وكانت هذه فرصة للأسد أيضا لتحقيق مكسب على الرجل الذي جمع أموالا طائلة من خلال علاقاته العائلية.
وقبل الهجوم الأخير على مخلوف، كانت وسائل الإعلام الروسية تهاجم الأسد وتعتبره رئيسا يرعى الفاسدين، وهو ما زاد من التكهنات بأن روسيا تسعى لإزاحة الأسد وإحلاله بقيادة جديدة تستطيع أن تفوز باعتراف دولي وتكون حافزا للحصول على تمويل لإعادة الإعمار.
لكن روسيا تعرف أن هذا الأمر قد يكون بعيد المنال، نظراً لمدى صعوبة بناء تحالف مليشيات وفصائل مستعدة أتم الاستعداد للتخلص من بعضها البعض، وفقا للتقرير.
وختم التقرير أن روسيا باتت تتحكم بأهم مفاصل الحكم والجيش في النظام على حساب إيران وأنها تحتاج الآن لفرض النظام سيطرته على إدلب ليتبعها خطوة إنتاج زعيم مقبول على نطاق دولي بدل الأسد، وقد تضغط على الأسد ليقدم تنازلات للمعارضة.