كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن وجود خلافات وتصفية حسابات داخل عائلة الأسد.
ونشرت الصحيفة الفرنسية مقالاً كتبه المؤرخ الفرنسي جان بيار فوليو كشف فيه عن أسباب وخلافات التي ظهرت مؤخراً داخل عائلة الأسد.
وكان رامي مخلوف وخلافه مع نظام الأسد، محور ما تناوله المؤرخ الفرنسي في مقاله الذي أورد فيه أن مخلوف كان المستفيد الرئيسي من “الليبرالية” الاقتصادية بقيادة بشار الأسد، بنى مخلوف إمبراطورية حقيقية، وكان يسعى إلى تحقيق مصلحته الخاصة من خلال احتكار “خصخصة” المؤسسات العامة، والاستثمار في البنوك “الخاصة” الجديدة. كما يتمتع مخلوف بمكانة مهيمنة في شركة سيريتل الخاصة للاتصالات.
وأضاف فوليو مع ثروة تقدر بمليارات الدولارات، أصبح مخلوف الممول الرئيسي للمليشيات الموالية للأسد، كما دعم مخلوف بسخاء الأنشطة الخيرية الخاصة بأسماء الأسد، من خلال جمعيته البستان.
وأفاد الكاتب بأن صعود المستفيدين الجدد من الحرب في حاشية بشار الأسد أدى منذ سنة 2018 إلى ظهور توترات ملموسة بشكل متزايد بين بشار الأسد وابن خاله. وقد تفاقمت هذه التوترات مع عودة أسماء الأسد إلى الساحة في شهر آب 2019، بعد أن شفيت بالكامل من مرض سرطان الثدي، بعد صراع دام لمدة سنة.
وأشار الكاتب إلى أن جزءاً من أصول مخلوف وُضع تحت الحراسة القضائية. وفي الآونة الأخيرة، وقع ضبط أربعة أطنان من الحشيش في مصر في شحنة حليب تابعة لشركة مخلوف، بينما تم الاستيلاء على أصول شركة “آبار بتروليوم”، التي استهدفتها بالفعل العقوبات الأمريكية في سنة 2018، لكن هذه المرة من قبل نظام الأسد.
وأشار الكاتب إلى أن الأزمة تفاقمت بعد نشر أخبار محرجة بالنسبة لبشار الأسد منها شراء بشار لوحة فنية قيمتها أكثر من 27 مليون يورو أهداها لزوجته، وبحسب الصحيفة فإن هذه الأخبار التي نشرتها وسائل إعلام مقربة من الكرملين سربها مخلوف انتقاماً للحملة التي تشن ضده.
يذكر أن محمد وحافظ مخلوف، والد رامي وأخيه، استقرا في موسكو، علما بأن حافظ مخلوف كان حتى سنة 2014 أحد رؤساء الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، هذه الخلافات في صلب العائلة لا تشكك في قدرة الأسد على إعادة بناء سوريا فقط، وإنما حتى في إدارتها بطريقة “طبيعية”.