أوردت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، تقريرا تناولت فيه آخر التطورات الميدانية، في ظل سيطرة قوات النظام على مناطق جديدة في ريفي حلب الغربي والشمالي.
وقالت الصحيفة إن ما يجري في الشمال السوري يعتبر بمثابة “المعركة الأخيرة”، لافتة إلى المعاناة الإنسانية التي ترافق المدنيين في ظل المعارك، وما تسببت به من تشريد وتدمير للمنازل.
وتحت عنوان “معركة سوريا الأخيرة” استعرضت الصحيفة مآسي اللاجئين السوريين، حيث تحدث تقرير الصحيفة، عن الأوضاع في إدلب، حيث لم يعد للسوريين المحاصرين في المنطقة أي مكان يلجأون إليه.
ويقول التقرير: إن إدلب التي كانت ملاذاً لمئات الآلاف من الناس الذين نجوا من معارك أخرى أصبحت اليوم مسرح كارثة إنسانية تتكشف، وشاهدة على موت الثورة السورية.
ويبدأ التقرير بلقاء أجرته مع سيدة تدعى مزنة (32 عاما)، “التي كانت تستعد للهرب من قصف الطائرات فالقنابل التي تنفجر في إدلب القريبة، أقنعت هذه الأم بأن عليها الهرب للمرة الثانية خلال شهرين، لكنها هذه المرة لا تعلم إلى أين ستذهب”.
وجاء في التقرير: بالقرب من منزل مزنة تمتد شوارع معرة مصرين الباردة، وهي بلدة تبعد 10 كيلومترات إلى الشمال من مدينة إدلب، تزدحم بسيارات تقلّ عائلات تكابد من أجل الهرب من القصف، لكن ليس أمامها سوى خيارات محدودة جداً.
وتقول مزنة: لو كان بإمكاننا لأخذنا حجارة منازلنا معنا، نحن نعلم أنه عندما تصل قوات النظام ستحرق كل شيء، وحين نغادر بلدتنا لن يبقى فيها كوخ واحد.
ويصف التقرير الأوضاع في إدلب: مع تقدم القوات السورية وحليفتها الروسية، وإغلاق الحدود التركية، لم يعد للسوريين المحاصرين هناك مكان يلجأون إليه… المستشفيات والمدارس والمستودعات التي جُمعت فيها المساعدات، بل حتى مخيمات اللاجئين الهاربين من القصف، تعرضت للقصف الجوي من قبل قوات النظام.