أرشيفية
يصادف اليوم الأحد 22 كانون الأول، الذكرى الثالثة لخروج الدفعة الأخيرة من أبناء مدينة حلب ممن “هُجروا” من المدينة بعد حملة قصف من قبل النظام ومعارك استمرت لأشهر، وانتهت باتفاق يقضي بخروج آلاف المدنيين مع الفصائل المقاتلة إلى مدينة إدلب وريف حلب الغربي.
واستضافت “حلب اليوم” ضمن برنامج “ثنايا الخبر”، الناشطة “عفراء هاشم” وزوجها الناشط “سالم الأطرش”، اللذَين هُجّرا من مدينة حلب خلال تلك الحملة.
وأكد الناشط “الأطرش”، أن العائلة “لم تتمكن من تجاوز محنة التّهجير”، مضيفاً أن “المأساة السورية والتّهجير مستمر.. الجراح تتجدد والنزيف يستمر”، على حد وصفه.
وتطرق “الأطرش” إلى نشاطهم بعد التهجير، قائلاً: “أصبح دورنا ضعيف الآن والشعور بالعجز عام.. قرارات دولية تمر وضمانات وهمية والشعب السوري الوحيد الذي يعاني”.
وحول إمكانية العودة إلى مدينة حلب، أضاف الناشط: “نحن بدون حلم ما بنقدر نكمل والعودة لحلب واقع، إيماناً بثورتنا وبالذي خرجنا لأجله لا بد أن نبقى على حلمنا وأن نقلب الحلم إلى واقع”.
أما الناشطة “هاشم”، فأوضحت أنها خلال فترة الثورة السلمية، كانت من المشاركات في صفوف الثورة السورية في حلب، إلى جانب الكثير من نساء حلب، بالمظاهرات السلمية وإسعاف جرحى المظاهرات وإغاثة الأهالي النازحة للمدينة.
وأشارت إلى أنها وبعد أن سيطر الجيش السوري الحر على القسم الشرقي من المدينة، نشطت بالعمل الطبي بالمشافي الميدانية ثم بمجال التعليم، إضافة لنشاطها السياسي بالمدينة.
ونوهت إلى أنهم كعائلة أثرت فيها الثورة السورية بشكل كبير، وأضافت “كعائلة بدأنا نعمل أنا وزوجي إلى جانب بعضنا البعض، فقبل الثورة كنا كلٌ في مجال عمله الخاص، والثورة قربتنا أكثر بالعمل وعائلياً”.
ريف إدلب يواجه الترحيل
مع مرور 3 أعوام على “تهجير” عشرات الآلاف من أهالي حلب، معاناة السوريين لم تنتهِ، حيث يشهد الريف الشرقي والجنوبي الشرقي لمدينة إدلب، موجات نزوح ضخمة قدرها “منسقو استجابة سوريا” بنحو 175 ألف نسمة حتى يوم 21 كانون الأول الجاري، وذلك نتيجة تعرض المنطقة لقصف مدفعي وصاروخي مصدره قوات النظام، وشن الطائرات الحربية التي يرجح أن تابعة للنظام وروسيا غارات جوية على المنطقة ذاتها.
وفي السياق حذر الدفاع المدني السوري، الخميس الماضي، من “كارثة إنسانية” تهدد حياة أكثر من 100 ألف مدني في مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها في ريف إدلب الجنوبي، نتيجة حملة القصف الأخيرة على المنطقة.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان له إن حملة القصف على محافظة إدلب والتي تتركز على مدينة معرة النعمان وريفها تسببت بتهجير الآلاف من الأهالي خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضح الدفاع المدني أن الغارات الجوية التي نفذها طيران النظام والطائرات الحربية الروسية أدت إلى مقتل العشرات خلال أقل من عشرة أيام.
في حين، أصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” بياناً، اليوم الأحد، كشف فيه أن الحملة العسكرية التي تقودها قوات النظام وروسيا على ريف إدلب شمال غرب سوريا، تسببت بنزوح أكثر من 38.615 عائلة (203.709 نسمة) موزعين على أكثر من 33 ناحية ضمن مناطق شمال غرب سوريا، ومناطق “درع الفرات وغصن الزيتون” خلال الفترة الواقعة بين 1 تشرين الثاني الماضي، وحتى 21 كانون الأول الحالي.
وطالب البيان كافة الفعاليات والهيئات الإنسانية بالعمل على إيقاف ما وصفها بـ”الانتهاكات والأعمال العدائية” التي يقوم بها النظام وروسيا على المنطقة، واتخاذ إجراءات عاجلة وجادة لوقف “تلك الانتهاكات”، وفق البيان.
جدير بالذكر، أن القسم الشرقي من مدينة حلب تعرض أواخر عام 2016 لحصار من قبل النظام والميليشيات المدعومة من إيران تزامن ذلك مع قصف جوي عنيف للطائرات الروسية، أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، الأمر الذي دفع الفصائل القبول بالخروج من المدينة باتجاه إدلب وريف حلب الغربي، حيث بلغ عدد المهجرين قرابة الـ 46 ألفاً معظمهم من المدنيين.