“رفعت الأسد” و”حافظ الأسد” – أرشيفية
تتجهز العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين، لبدء المحاكمة الثانية لـ”رفعت الأسد” عمّ رأس النظام “بشار الأسد”، في قضية “إثراء غير مشروع” بتهمة بناء “امبراطورية عقارية” في باريس تُقدر قيمتها بتسعين مليون يورو عن طريق الاحتيال.
وتستمر محاكمة “رفعت الأسد” حتى 18 كانون الأول، وهو متهم بـ”تبييض أموال في إطار عصابة منظّمة” للاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال عامة سورية بين عامي 1984-2016، فيما قال محاموه إنه سيغيب عن حضور جلسة الاثنين “لأسباب طبية”، بحسب وكالة “فرانس بريس”.
وقالت الوكالة، إن “رفعت” خلال إقامته في أوروبا مع زوجاته الأربع وأولاده الـ16 وحاشيته البالغ عدد أفرادها 200 شخص، جمع ثروة عقارية أثارت الشكوك، حيث فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً في نيسان 2014، إثر شكاوى تقدّمت بها منظمتان لمكافحة الفساد هما “شيربا” و”الشفافية الدولية”.
ويملك “رفعت الأسد” في فرنسا فقط، قصرين و40 شقة في أحياء راقية من اباريس، بالإضافة إلى قصر مع مزرعة خيول في “فال دواز” ومكاتب في “ليون” وغيرها، بممتلكات وأموال تتجاوز 100 مليون يورو.
وبالإضافة إلى أملاك واسعة في بريطانيا وجبل طارق، تتضمن امبراطورية “رفعت” العقارية في إسبانيا أكثر من 500 عقار تقدر قيمتها بـ691 مليون دولار تمت مصادرتها، مع احتمالية محاكمته في إسبانيا أيضاً.
ويؤكد القاضي الفرنسي الذي أمر بإجراء المحاكمة، أن الأمر استلزم “مئات ملايين الدولارات” لتمويل استثمارات رفعت الأسد الأوروبية وأسلوب حياته، مشيراً إلى أن مصدرها هو “اختلاس أموال عامة” سورية، فيما اتهم العديد من الشهود، “رفعت” بذات التهمة وبالإتجار بقطع أثرية قبل وبعد انتقاله إلى المنفى.
ويرى المحامي في منظمة “شيربا” فينسان برينغارت أن هذه المحاكمة “مهمّة” و”ستفتح المجال” لمحاكمات أخرى تستهدف “رفعت” في أوروبا، حتى لو أن هناك خشية من سياسة عرقلة عبر عدم الحضور.
وكان “رفعت” أحد الأركان السابقين لنظام حافظ الأسد، وقائد “سرايا الدفاع” وهي قوات خاصة كان لها دور أساسي في “مجازر حماة” عام 1982، قبل اتفاقه مع أخيه حافظ على مغادرة سوريا إلى المنفى عام 1984، ليعيش في سويسرا أولاً ولينتقل بعدها إلى فرنسا.
المصدر: أ.ف.ب