صورة أرشيفية
عادت جريمة القتل بحق فتاة مراهقة في ريف دمشق إلى الواجهة، بعد انتقادات طالت الرواية الرسمية للشرطة، والتي ذكرت فيها قيام أخت الفتاة وزوجة والدها بتنفيذ الجريمة وقتل الفتاة وحرقها ونقلها من منطقة إلى أخرى، بعد إخفائها في أثاث منزلي.
وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رواية شرطة النظام، خصوصاً وأنّ الجريمة وقعت في مدينة “التل” وتم العثور على الجثة في محيط مدينة “دوما” بالغوطة الشرقية، في منطقة لا يُسمح بالدخول إليها للمدنيين، الأمر الذي تسبب بتساؤلات كثيرة حول القضية.
الناشط “زياد الريس” نشر على صفحته في “فيسبوك” تفاصيل، انتقد من خلالها الرواية التي نشرتها الشرطة، متسائلاً كيف تستطيع امرأتين نقل جثة من “التل” عبر سيارة أجرة ضمن الأثاث المنزلي دون مساعدة من أحد، وكيف تم السماح لسيارة النقل بالعبور على أكثر من 6 حواجز أمنية وعسكرية؟ إضافةً لاستغرابه جهل السائق بما يقوم بنقله، علماً أنّ الجثة المتفحمة ذات رائحة ظاهرة، ولماذا لم تستدعيه الشرطة لأخذ إفادته؟.
وأكدّ “الريس” أنّ الجريمة ليست مقتصرة على امرأتين نجحتا بكل هذا التخطيط، فوالد الفتاة تم توقيفه في أحد المخافر قبل يوم واحد من وقوع الجريمة، كما أشار إلى أنّ حرق الجثة تم في المنزل دون أن يلاحظ الأهالي والجيران أي شيء فكيف يمكن القبول بهذه الرواية؟.
ولفت الناشط إلى أنّ مقطع الفيديو الذي بثته صفحة الشرطة يُظهر عناصر الأمن وعدد من العسكريين وهم ينتشلون الجثة من أحد الخنادق في محيط “دوما”، دون أن يكون معهم طبيباً شرعياً أو مسعفين أو حتى مشرفين صحيين للوقوف على الطريقة الصحيحة لنقل الجثة، التي وخلال ساعات تم التعرف عليها والوصول إلى قاتليها وتحديد مكانهم واعتقالهم، حسب رواية الشرطة الرسمية.
وتشير المعلومات التي أدلى بها “الريس” عبر صفحته إلى تورط أشخاص لا ترغب الشرطة في الزج بهم في التحقيقات أو وضعهم في دائرة الاتهام، لأسباب مجهولة، من الممكن أن يكون سببها تسلط أمني للمتورطين أو فساد في أجهزة الشرطة بتقاضي رشاوٍ للتغاضي عنهم.
والجدير بالذكر أنّ مستوى الجريمة في مناطق سيطرة النظام يستمر بالارتفاع، حيث تم تسجيل عشرات الجرائم خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي من أهم أسبابها الانفلات الأمني في هذه المناطق وسهولة الحصول على السلاح، بالإضافة للتفكك الاجتماعي.