وجه ناشطون في السويداء دعوات لزيارة ضريح الشيخ “وحيد البلعوس” مؤسس حركة رجال الكرامة في السويداء، وذلك عشية الذكرى السادسة لاغتياله مع مجموعة من رجال الحركة، والذي يصادف الرابع من أيلول.
ودعا ناشطون أهالي السويداء إلى التجمع في بلدة المزرعة مسقط رأس البلعوس يوم غد السبت الساعة العاشرة إلا ربع صباحاً، ومن ثم التوجه إلى مضافة البلعوس في البلدة.
من هو الشيخ البلعوس؟
الشيخ وحيد فهد البلعوس (مؤسس حركة رجال الكرامة)، من مواليد بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي 11 آذار 1972، ويحمل شهادة التعليم الثانوي.
و”البلعوس” متزوج ولديه ثلاثة شبان (فهد – ليث – سيف)، وكان في بداية حياته متطوعاً في قوى الأمن الداخلي التابعة للنظام، ثم استقال من قوى الأمن الداخلي بعد تفرغه لحفظ المذهب الدرزي والتزامه بأمور الدين.
وكان أول ظهور علني له خلال معركة شهدتها بلدة داما بريف السويداء الغربي بعد هجوم مسلحين عليها، حيث اشتبكت مجموعة خرجت مع الشيخ البلعوس إلى داما مع المسلحين الذين هاجموا القرية وتمكن البلعوس من طردهم.
وخلال الاشتباكات حينها قتل شقيقه “علاء” وأكثر من 11 شخصاً كانوا برفقته، بمعركة أطلق عليها أهالي السويداء اسم معركة “داما”.
تأسيس حركة رجال الكرامة
وبعد معركة “داما” عام 2014 شكل البلعوس مجموعة سميت في البداية (مشايخ الكرامة)، وبعد ذلك حركة رجال الكرامة لكثرة المنتسبين من فئة الشباب إليها.
ووفق مصادر لـ”حلب اليوم”، فقد استقطب البلعوس حينها الكثير من شباب السويداء الرافضين للخدمة العسكرية في قوات النظام، وقدم لهم الحماية.
وفي عام 2015 هاجمت مجموعة “البلعوس” حاجز المخابرات الجوية التابع للنظام على طريق المزرعة السويداء، حيث تم تدميره بشكل كامل، وذلك على خلفية تحرش عناصر الحاجز بمدنيين من بلدة المزرعة
ودافع البلعوس في العام ذاته، عن حدود السويداء ضد هجمات لتنظيم الدولة على قرية الحقف شرق السويداء، موجهاً انتقادات لأجهزة النظام ما زاد من نقمة الفرع الأمنية على مجموعته، حسب المصادر.
وخلال تلك الفترة، حدثت العديد من المناوشات بينه وبين رئيس فرع الأمن العسكري “وفيق ناصر”، بسبب تقديم “البلعوس” الحماية للرافضين للخدمة العسكرية ورفع يد فرغ الأمن العسكري عن المحافظة.
مقتل البلعوس
وفي الرابع من أيلول عام 2015 قتل البلعوس ومجموعة من عناصر الحركة بعد استهداف موكب لرجال الكرامة على طريق ظهر الجبل قرب عين المرج، كما قتل العديد من المدنيين بتفجير آخر استهدف المشفى الوطني وسط مدينة السويداء.
وسبقت التفجيرات، احتجاجات ضمت المئات من شباب السويداء طالبت برحيل المحافظ ورئيس فرع الأمن العسكري وفيق ناصر وتحسين الواقع المعيشي، وحملت اسم “خنقتونا”، وعلى إثرها قطعت خدمة الانترنت عن المحافظة بشكل كامل.
وليلة اغتيال البلعوس روت مصادر مطلعة لـ”حلب اليوم” أن شباناً غاضبين وعناصر من حركة رجال الكرامة هاجموا الأفرع الأمنية التابعة للنظام في كافة أنحاء مدينة السويداء، كما هدموا تمثالاً لـ”حافظ الأسد” وسط ساحة السير في المدينة.
وشهدت المدينة توتراً استمر لحوالي 24 ساعة، قبل أن تعرض وسائل إعلام النظام تسجيلاً مصوراً لأحد عناصر الجيش الحر من أبناء السويداء “وافد أبو ترابة”، قالت إنها اعترافات عن تدبير “أبو ترابة” وآخرين معه للتفجيرات في السويداء، في محاولة لإلصاق التفجيرات بالمعارضين للأسد.
وعلى الرغم من أن وتيرة الأحداث هدأت عقب نشر وسائل إعلام النظام للتسجيل، إلا أن أحداً من أبناء المحافظة لم يصدق الرواية التي قالها “أبو ترابة”، واعتبرها الأهالي أنها رواية تم تلفيقها والضغط على “أبو ترابة لقولها لامتصاص غضب المحافظة، حسب المصادر.
الحركة بعد اغتيال البلعوس
قالت مصادر لـ”حلب اليوم” إن حركة رجال الكرامة شهدت تقلبات عدة بعد اغتيال البلعوس، حيث تم تعيين شقيقه “رأفت” قائداً للحركة ومن ثم ولأسباب غامضة أعلن “البلعوس” تنازله عن قيادة الحركة، ونقل مقر إقامته إلى قرية صميد بالريف الشمالي للسويداء.
وعام 2017 تم تعيين الشيخ “يحيى الحجار” قائداً للحركة، وذلك في بيان صدر عن الحركة في السادس من شباط ذلك العام، جاء فيه أنه تم تعيين “الحجار” نتيجة الوضع الصحي المتردي للشيخ “رأفت البلعوس”.
ومنذ استلام الشيخ “الحجار” لقيادة الحركة أجرى العديد من التغييرات على بنية التشكيلات المنضوية تحت رايتها، فعزل العديد من قادة البيارق، لأسباب مختلفة.
وبالرغم من عدم وجود صدامات عسكرية مع النظام وأجهزته الأمنية إلا أن الحركة تمكنت منذ استلام الشيخ “الحجار” لقيادتها من إطلاق سراح العدد من المعتقلين من أفرع النظام الأمنية، كما تمكنت من حل العديد من القضايا العالقة في السويداء، وفق ما أكدت مصادرنا.
